الإمام القائم المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف 

القسم : سيرة النبي (ص) وآله (ع)   ||   التاريخ : 2008 / 07 / 06   ||   القرّاء : 18454

    الإمام بعد أبي محمد الحسن العسكري و ثاني عشر أئمة المسلمين و خلفاء الله في العالمين و ثالث المحمدين ولده المسمى باسم رسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله المكنى بكنيته ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم ‏السلام.
    و جاء في كثير من الأخبار النهي عن تسميته مثل لا يحل لكم ذكره باسمه أو لا يحل لكم تسميته أو لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملؤ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا أو لا يحل لكم تسميته حتى يظهره الله فيملؤ الأرض قسطا و عدلا إلخ أو يحرم عليهم تسميته و هو سمي رسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله و كنيه أو لا يسميه باسمه إلا كافر أو لا يرى جسمه و لا يسمى باسمه (و سئل) أمير المؤمنين عليه ‏السلام عن اسمه فقال أما اسمه فلا إن حبيبي و خليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله عز و جل و هو مما استودع الله عز و جل رسوله في علمه (و لأجل) ذلك كان يعبر عنه عليه ‏السلام في الأخبار و كلام الرواة بالصاحب و القائم و صاحب الزمان و صاحب الدار و الحضرة و الناحية المقدسة و الرجل و الغريم و الغلام و غير ذلك و لا يصرحون باسمه.
     (قال المفيد عليه الرحمة) و الغريم رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها و يكون خطابها عليه للتقية (و حمل) الصدوق و جملة من الأصحاب النهي الوارد في هذه الأخبار على ظاهره فأفتوا بالتحريم (و يمكن) الحمل على الكراهة لحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى و لا ينافيه التشديد الوارد في الأخبار البالغ إلى حد التكفير فقد ورد في المكروهات أمثال ذلك مثل من ترك فرق شعره فرق بمنشار من نار (و يؤيد) الكراهة التصريح باسمه في بعض الأحاديث كحديث اللوح الذي دفعه رسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله إلى فاطمة عليها السلام و فيه أسماء الأئمة عليهم ‏السلام و غيره (و يمكن) الحمل على وقت الخوف عليه كزمن الغيبة الصغرى (و يدل) عليه ما في بعض التوقيعات ملعون من سماني في محفل من الناس أو من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله
     (و قول) عثمان بن سعيد العمري حين قيل له فالاسم قال إياك أن تبحث عن هذا فإن عند هذا القوم أن هذا النسل قد انقطع (و قوله) أيضا لما سئل عن الاسم محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك و لا أقول هذا من عندي و ليس لي أن أحلل و أحرم و لكن عنه عليه‏ السلام فان الأمر عند السلطان أن أبا محمد عليه‏ السلام مضى و لم يخلف ولدا و إذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله و أمسكوا عن ذلك (و ما في بعض التوقيعات) إن دللتم على الاسم أذاعوا و إن عرفوا المكان دلوا عليه (و في بعضها) إن وقفوا على الاسم أذاعوه و إن وقفوا على المكان دلوا عليه (و قول الباقر عليه‏ السلام ) حين قال له الكابلي أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه: سألتني و الله يا أبا خالد عن سؤال مجهد سألتني بأمر لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك و سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة .
     (و ينافيه) ما مر من أنه يحرم عليهم تسميته ثم قوله أنه سمي رسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله و كنيه الذي علم به أسمه فدل على تحريم التصريح لحكمة و الخوف لا يتفاوت فيه الحال بين التصريح و أنه سمي رسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله(و ينافيه) أيضا ما مر في بعضها من أنه لا يحل تسميته حتى يخرج أو حتى يظهره الله (و يمكن) الجمع بأن التصريح بالاسم مكروه مطلقا و التسمية صريحا و كناية محرمة في زمن الخوف و بذلك يرتفع جميع التنافي بين الأخبار و الله أعلم.
    ولد المهدي عليه‏ السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين بسر من رأى في أيام المعتمد (قال المفيد ) و لم يخلف أبوه ولدا ظاهرا و لا باطنا غيره و خلفه غائبا مستترا و كانت سنه عند وفاة أبيه »خمس سنين« آتاه الله فيها الحكمة و فصل الخطاب و جعله آية للعالمين و آتاه الله الحكمة كما آتاها يحيى عليه‏ السلام صبيا و جعله إماما في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسى ابن مريم عليه‏ السلام في المهد نبيا و عمره إلى يومنا هذا و هو غاية صفر سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة بعد الألف »ألف سنة و تسع و ثمانون سنة و ستة أشهر و نصف«

أمه
    أم ولد يقال لها نرجس كانت خير أمة (و في رواية) أن اسمها الأصلي مليكة

كنيته ولقبه وبوابه
     (كنيته) : ككنية رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و يكنى أيضا بأبي جعفر
     (لقبه)  : الحجة و المهدي و الخلف الصالح و القائم المنتظر و صاحب الزمان و أشهرها المهدي
    (بوابه)  : عثمان بن سعيد ثم ابنه محمد بن عثمان ثم الحسين بن روح ثم علي بن محمد السمري و هم السفراء و سيأتي تفصيل أحوالهم (إن شاء الله تعالى)

نقش خاتمه وشاعره
     (نقش خاتمه)  : على ما ذكره الكفعمي أنا حجة الله و خاصته
     (شاعره)  : ابن الرومي .

صفته في خلقه و حليته و أخلاقه و أطواره و لباسه
     (أما صفته في خلقه و حليته) فعن سنن أبي داود أنه يشبه رسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله في الخلق بالضم و لا يشبهه في الخلق بالفتح و لكن  في رواية النعماني في الغيبة عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام أنه يشبه نبيكم في الخلق و الخلق.على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري الحديث. و في رواية كان وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود. و في رواية : أفرق الثنايا أجلى الجبهة. و في رواية : أجلى الجبين.  (1) في النهاية الأجلى الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين و الذي انحسر الشعر عن جبهته .
    و عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام في صفته أنه شاب مربوع القامة حسن الوجه و الشعر يسيل شعره على منكبيه و يعلو نور وجهه سواد شعر لحيته و رأسه أجلى الجبين أقنى الأنف ضخم البطن بفخذه اليمنى شامة أفلج الثنايا. و عن الباقر عليه‏ السلام مشوب حمرة غائر العينين مشرف الحاجبين عريض ما بين المنكبين برأسه حزاز  (2) الحزاز بالفتح ما تعلق بأصول شعر الرأس كأنه نخالة )المؤلف). و بوجهه أثر. و عن إسعاف الراغبين للصبان المصري ورد أنه شاب أكحل العينين أزج الحاجبين أقنى الأنف كث اللحية على خده الأيمن خال و على يده اليمنى خال. و في الفصول المهمة صفته بين السمرة و البياض. و يأتي أنه إذا خرج يكون شيخ السن شاب المنظر يحسبه الناظر ابن أربعين سنة أو دونها.

صفته في أخلاقه
    فالمستفاد من مجموع الأخبار الآتية و غيرها التي رواها عامة المسلمين أنه يشبه رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله في خلقه بالضم و أنه من أهل بيته اسمه كاسمه يصلحه الله في ليلة على رأسه غمامة فيها ملك ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه فيذعن له الناس و يشربون حبه يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة جبرئيل على مقدمته و ميكائيل على ساقته أنصاره بعدة أهل بدر و أهل الكهف منهم يخرج بالسيف و يملك شرق الأرض و غربها فيملؤ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يظهر الإسلام و يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض أسعد الناس به أهل الكوفة تخصب الأرض في زمانه و تخرج كنوزها يحثو المال حثوا و لا يعده عدا يصلي خلفه عيسى بن مريم و يساعد عيسى على قتل الدجال بباب لد يخرج في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع يملك ست سنين أو سبعا أو ثمانا أو تسعا السنة من سنيه مقدار عشر سنين يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية و أسفار التوراة من جبل بالشام .يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله كان يحكم و قال الشيخ محيي الدين ابن العربي : أعداؤه الفقهاء المقلدون يدخلون تحت حكمه خوفا من سيفه و رغبة فيما لديه.

و أما صفته في لباسه
    ففي بعض الروايات عليه عباءتان قطوانيتان أي عند خروجه.

فيما جاء في ولادة المهدي
    روى الصدوق في إكمال الدين و الكليني في الكافي و الشيخ في كتاب الغيبة بألفاظ متقاربة عن بشر بن سليمان النخاس و هو من ولد أبي أيوب الأنصاري و أحد موالي أبي الحسن و أبي محمد العسكريين و جارهما بسر من رأى (قال) كان مولاي أبو الحسن الهادي عليه‏ السلام فقهني في علم الرقيق فكنت لا أبتاع و لا أبيع إلا بإذنه فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتى كملت معرفتي فيه و أحسنت الفرق فيما بين الحلال و الحرام فأتاني ليلة كافور الخادم فقال مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري يدعوك فأتيته فقال لي يا بشر إنك من ولد الأنصار و هذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف و أنتم ثقاتنا أهل البيت و أني مشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بسر أطلعك عليه و أنقذك في ابتياع أمة فكتب كتابا لطيفا بخط رومي و لغة رومية و طبع عليه بخاتمه و أعطاني مائتين و عشرين دينارا فقال خذها و توجه بها إلى بغداد و أحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا فإذا وصلت إلى جانبك زوارق السبايا فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس و شرذمة من فتيان العرب فاشرف من العبد على عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن تبرز جارية صفتها كذا و كذا لابسة حريرتين صفيقتين تمتنع من العرض و لمس المعترض و تسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق.
    فاعلم أنها تقول وا هتك ستراه فيقول بعض المبتاعين علي بثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة فتقول له بالعربية لو برزت في زي سليمان بن داود و علي شبه ملكة ما بدت فيك رغبة فاشفق على مالك فيقول النخاس فما الحيلة و لا بد من بيعك فتقول الجارية و ما العجلة لا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه و إلى وفائه و أمانته فعند ذلك قل له أن معك كتابا ملصقا لبعض الأشراف بلغة رومية و وصف فيه كرمه و وفاءه و نبله و سخاءه فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه و رضيته فأنا وكيله في ابتياعها قال بشر فامتثلت جميع ما حد لي مولاي أبو الحسن عليه‏ السلام فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا و قالت له بعني من صاحب هذا الكتاب و حلفت بالمحرجة و المغلظة إنه متى امتنع عن بيعها منه قتلت نفسها فما زلت أشاحه في ثمنها حتى استقر الأمر على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي من الدنانير فاستوفاه و تسلمت الجارية ضاحكة مستبشرة و انصرفت بها إلى حجرتي ببغداد فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا من جبينها و هي تلشه و تطبقه على جفنها و تضعه على خدها و تمسحه على بدنها فقلت تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه فقالت أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني سمعك و فرغ لي قلبك أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم و أمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون أنبئك بالعجب إن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه و أنا بنت »ثلاث عشرة سنة« فجمع في قصره من نسل الحواريين من القسيسين و الرهبان ثلاثمائة رجل و من ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل و من أمراء الأجناد و ملوك العشائر أربعة آلاف و أبرز من بهي ملكه عرشا مصوغا من أصناف الجواهر و رفعه فوق أربعين مرقاة فلما صعد ابن أخيه و أحدقت الصلب و قامت الأساقفة عكفا و نشرت أسفار الإنجيل تساقطت الصلبان من الأعلى فلصقت بالأرض و تقوضت أعمدة العرش و خر الصاعد إلى العرش مغشيا عليه فتغيرت ألوان الأساقفة و ارتعدت فرائصهم.
    فقال كبيرهم لجدي اعفنا أيها الملك من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدين فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا و قال للأساقفة أقيموا هذه الأعمدة و أرفعوا الصلبان و أحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جده لأزوجه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده و لما فعلوا ذلك حدث على الثاني مثل ما حدث على الأول و تفرق الناس و قام جدي مغتما و رأيت في تلك الليلة كان المسيح و شمعون و عدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي و نصبوا فيه منبرا من نور يباري السماء علوا في الموضع الذي كان نصب جدي فيه عرشه و دخل عليه محمد صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله و ختنه و وصيه و عدة من أنبيائه فتقدم المسيح عليه‏ السلام إليه فاعتنقه فيقول له محمد صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لأبني هذا و أوما بيده إلى أبي محمد عليه‏ السلام ابن صاحب هذا الكتاب فنظر المسيح إلى شمعون و قال له أتاك الشرف فصل رحمك برحم آل محمد قال قد فعلت فصعد محمد صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله ذلك المنبر فخطب و زوجني من ابنه و شهد المسيح و شهد أبناء محمد صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله و الحواريون فلما استيقظت أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي و جدي مخافة القتل و ضرب صدري بمحبة أبي محمد عليه‏ السلام حتى امتنعت من الطعام و الشراب و مرضت مرضا شديدا فما بقي في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي فلما برح به اليأس قال يا قرة عيني هل تشتهين شيئا فقلت يا جدي لو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسارى المسلمين و تصدقت عليهم رجوت أن يهب المسيح و أمه لي عافية ففعل ذلك فتجلدت في إظهار الصحة و تناولت يسيرا من الطعام فسر بذلك و أقبل على إكرام الأسارى فأريت أيضا بعد أربع عشرة ليلة كان سيدة النساء فاطمة قد زارتني و معها مريم بنت عمران و ألف من وصائف الجنان فتقول لي مريم هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد فأتعلق بها و أبكي و أشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي فقالت إن ابني لا يزورك و أنت مشركة بالله و هذه أختي مريم تبرأ إلى الله من دينك فقولي أشهد أن لا إله إلا الله و أن أبي محمدا رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فلما قلت ذلك ضمتني إلى صدرها و طيبت نفسي و قالت الآن توقعي زيارة أبي محمد فلما كان في الليلة القابلة رأيت أبا محمد و كأني أقول له جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي معالجة حبك فقال ما كان تأخري عنك إلا لشركك و إذ قد أسلمت فإني زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية قال بشر فقلت لها و كيف وقعت في الأسارى فقالت أخبرني أبو محمد ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيشا إلى قتال المسلمين يوم كذا و كذا فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم من طريق كذا ففعلت فوقعت علينا طلائع المسلمين فكان من أمري ما رأيت و ما شعر بأني إبنة ملك الروم أحد سواك و لقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته و قلت نرجس فقال اسم الجواري قلت العجب إنك رومية و لسانك عربي قلت بلغ من لوع جدي و حمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى إمرأة ترجمان له بلاختلاف إلي و تعليمي العربية قال بشر فلما دخلت على مولاي أبي الحسن عليه‏ السلام قال لها كيف أراك الله عز الإسلام و شرف محمدو أهل بيته صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قالت كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني قال فإني أحب أن أكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم أم بشرى لك بشرف الأبد قالت بل الشرف قال فابشري بولد يملك الدنيا شرقا و غربا و يملؤ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا قالت ممن قال ممن خطبك رسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله له و هل تعرفينه قالت و هل خلت ليلة لم يزرني فيها منذ أسلمت على يد سيدة النساء فقال يا كافور أدع أختي حكيمة فلما دخلت قال لها هاهية فاعتنقتها طويلا و سرت بها فقال لها أبو الحسن عليه‏ السلام يا بنت رسول الله خذيها إلى منزلك و علميها الفرائض و السنن فانها زوجة أبي محمدو أم القائم عليه‏ السلام.
    و قال علي بن الحسين المسعودي في كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه‏ السلام روى لنا الثقات من مشايخنا أن بعض إخوات أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليه‏ السلام كانت لها جارية ولدت في بيتها و ربتها تسمى نرجس فلما كبرت و عبلت دخل أبو محمد الحسن العسكري عليه‏ السلام فنظر إليها فأعجبته فقالت له عمته أراك تنظر إليها فقال عليه‏ السلام إني ما نظرت إليها إلا متعجبا أما أن المولود الكريم على الله جل و علا يكون منها ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك (و روى) الصدوق في إكمال الدين بسنده عن المطهري عن حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه‏ السلام قالت كانت لي جارية يقال لها نرجس فزارني ابن أخي (يعني الحسن العسكري عليه‏ السلام و أقبل يحد النظر إليها فقلت له يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك فقال لا يا عمة لكن أتعجب منها سيخرج منها ولد كريم على الله عز و جل الذي يملؤ الله به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما فقلت فأرسلها إليك يا سيدي فقال استأذني أبي فأتيت منزل أبي الحسن عليه‏ السلام فبدأني و قال يا حكيمة ابعثي بنرجس إلى ابني أبي محمد فقلت يا سيدي على هذا قصدتك فقال يا مباركة إن الله تبارك و تعالى أحب أن يشركك في الأجر فزينتها و وهبتها لأبي محمد عليه‏ السلام فمضى أبو الحسن عليه‏ السلام و جلس أبو محمد عليه‏ السلام مكانه فكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي و قالت يا مولاتي ناوليني خفك فقلت بل أنت سيدتي و مولاتي و الله لا دفعت إليك خفي و لا خدمتني بل أخدمك على بصري فسمع أبو محمد عليه‏ السلام ذلك فقال جزاك الله خيرا يا عمة فلما غربت الشمس صحت بالجارية ناوليني ثيابي لأنصرف فقال يا عمتاه بيتي الليلة عندنا فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عز و جل الذي يحي الله به الأرض بعد موتها.
     (و في رواية أخرى) في إكمال الدين أنه بعث إليها فقال يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك و تعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة و هو حجته في أرضه فقالت و من أمه قال نرجس قالت له و الله جعلني الله فداك ما بها أثر فقال هو ما أقول لك قالت فجئت فلما سلمت و جلست جاءت تنزع خفي و قالت لي يا سيدتي كيف أمسيت فقلت بل أنت سيدتي و سيدة أهلي فأنكرت قولي و قالت ما هذا يا عمة فقلت يا بنية إن الله سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا و الآخرة فجلست و استحيت ثم قال لي أبو محمد عليه‏ السلام إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لأن مثلها مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل و لم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى و هذا نظير موسى عليه‏ السلام قالت حكيمة فلما فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت و أخذت مضجعي فرقدت فلما كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي و هي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم انتبهت و هي راقدة ثم قامت فصلت فدخلتني الشكوك فصاح أبو محمد من المجلس لا تعجلي يا عمة فإن الأمر قد قرب فقرأت ألم السجدة و يس فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت اسم الله عليك ثم قلت تحسين شيئا قالت نعم فقلت لها اجمعي نفسك و اجمعي قلبك ثم أخذتني فترة و أخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا به ساجد يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا به نظيف منظف فصاح بي أبو محمد عليه‏ السلام هلمي إلي ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يده تحت إليتيه و ظهره و وضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه و أمر يده على عينيه و سمعه و مفاصله ثم قال تكلم يا بني فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله ثم صلى على أمير المؤمنين و على الأئمة إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد فافتقدت سيدي فلم أره فقلت جعلت فداك ما فعل سيدي فقال استودعناه الذي استودعته أم موسى فلما كان اليوم السابع جئت فقال هلمي إلي ابني ففعل به كالأول ثم أدلى لسانه في فيه كانه يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال تكلم يا بني فقال أشهد أن لا إله إلا الله و ثنى بالصلاة على محمد و على أمير المؤمنين و الأئمة عليهم‏ السلام حتى وقف على أبيه ثم تلا هذه الآية و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الأرض و نرى فرعون و هامان و جنودهما منهم ما كانوا يحذرون (و روى) الصدوق في إكمال الدين أيضا أن أبا محمد عليه‏ السلام أمر أن يشتري عشرة آلاف رطل خبزا و عشرة آلاف رطل لحما و يفرق و عق عنه بكذا و كذا شاة.

في غيبة المهدي عليه‏ السلام و سفرائه
    للمهدي عجل الله فرجه غيبتان صغرى و كبرى كما جاءت بذلك الأخبار عن أئمة أهل البيت عليهم‏ السلام و يقال قصرى و طولى.

أما الغيبة الصغرى
    فمن مولده إلى انقطاع السفارة بينه و بين شيعته  (1) هكذا ذكر المفيد و غيره فجعلوا ابتداء الغيبة من مولده لا من ابتداء إمامته لأنها كانت كذلك و لا وجه لجعلها من ابتداء إمامته و لذلك كانت أربعا و سبعين سنة هذا بناء على أن وفاة السمري سنة ثلثمائة و تسع و عشرين إما بناء على أن وفاته سنة ثمان و عشرين {328} كما في أعلام الورى فتنقص سنة مع أنه ذكر أن مدة الغيبة الصغرى أربع و سبعون سنة. بوفاة السفراء و عدم نصب غيرهم و هي أربع و سبعون سنة ففي هذه المدة كان السفراء يرونه و ربما رآه غيرهم و يصلون إلى خدمته و تخرج على أيديهم توقيعات منه إلى شيعته في أجوبة مسائل و في أمور شتى.

و أما الغيبة الكبرى
    فهي بعد الأولى و في آخرها يقوم بالسيف (و قد جاء في بعض التوقيعات أنه بعد الغيبة الكبرى لا يراه أحد و إن من ادعى الرؤية قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب (و جاء) في عدة أخبار أنه يحضر المواسم كل سنة فيرى الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه .

أما السفراء
    في زمن الغيبة الصغرى بينه و بين شيعته فهم أربعة.
    (الأول أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري )
    بفتح العين و سكون الميم و كان أسديا فنسب إلى جده أبي أمه جعفر العمري و قيل إن أبا محمد الحسن العسكري عليه‏ السلام أمر بكسر كنيته فقيل العمري و يقال له العسكري لأنه كان يسكن عسكر سر من رأى و يقال له السمان لأنه كان يتجر بالسمن تغطية للأمر و كان الشيعة إذا حملوا إلى الحسن العسكري عليه‏ السلام ما يجب عليهم من المال جعله أبو عمرو في زقاق السمن و حمله إليه تقية و خوفا و كان علي الهادي عليه‏ السلام نصبه وكيلا ثم ابنه الحسن العسكري عليه‏ السلام ثم كان سفيرا للمهدي عليه‏ السلام قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة في حقه أنه الشيخ الموثوق به و قال علي الهادي عليه‏ السلام في حقه هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله و ما أداه إليكم فعني يؤديه (و سأله) بعض أصحابه لمن أعامل و عمن آخذ و قول من أقبل فقال العمري ثقتي فما أدى إليك فعني يؤدي و ما قال لك فعني يقول فاسمع له و أطع فانه الثقة المأمون.
     (و قال) الحسن العسكري عليه‏ السلام في حقه بعد مضي أبيه هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي و ثقتي في المحيا و الممات فما قاله لكم فعني يقوله و ما أداه إليكم فعني يؤديه (و جاءه) أربعون رجلا من أصحابه يسألونه عن الحجة من بعده فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد فقال هذا إمامكم من بعدي و خليفتي عليكم أطيعوه و لا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ألا و أنكم لا ترونه بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فأقبلوا من عثمان بن سعيد ما يقوله و انتهوا إلى أمره و أقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم و الأمر إليه (و عثمان) بن سعيد هو الذي حضر تغسيل الحسن العسكري عليه‏ السلام و تولى جميع أمره في تكفينه و تحنيطه و دفنه مأمورا بذلك (قال) الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة و كانت توقيعات صاحب الأمر عليه‏ السلام تخرج على يده و يد ابنه محمد إلى شيعته و خواص أبيه بالأمر و النهي و أجوبة المسائل بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن العسكري عليه‏ السلام فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما حتى توفي عثمان بن سعيد  (1) لم يتيسر لنا الاطلاع على تأريخ وفاته.و غسله ابنه محمد و دفن بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في قبلة مسجد الذرب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا نزوره مشاهرة من وقت دخولي إلى بغداد سنة ثمان و أربعمائة إلى سنة و نيف و ثلاثين و أربعمائة ثم عمره الرئيس أبو منصور محمد بن الفرج و أبرز القبر إلى برا و عمل عليه صندوقا تحت سقف و يتبرك جيران المحلة بزيارته و يقولون هو رجل صالح و ربما قالوا هو ابن داية الحسين عليه‏ السلام و لا يعرفون حقيقة الحال و هو كذلك إلى يومنا هذا و هو سنة أربع و أربعين و أربعمائة .
    (الثاني أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري )
    روى الشيخ في كتاب الغيبة عن هبة الله بن محمد عن شيوخه قالوا لم تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد و جعل الأمر بعد موته كله مردودا إلى ابنه أبي جعفر و الشيعة مجمعة على عدالته و ثقته و أمانته للنص عليه بالأمانة و العدالة و الأمر بالرجوع إليه في حياة الحسن العسكري عليه‏ السلام . و بعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد لا يختلف في عدالته و لا يرتاب بإمانته و التوقيعات تخرج على يده إلى الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج به في حياة أبيه عثمان (و قال) الشيخ أيضا لما مضى أبو عمرو عثمان بن سعيد قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبي محمد الحسن العسكري عليه‏ السلام و نص أبيه عثمان عليه بأمر القائم عليه‏ السلام.
    قال الحسن العسكري عليه‏ السلام اشهدوا علي أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي و أن ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم (و قال عليه‏ السلام) لبعض أصحابه العمري و ابنه ثقتان فما أديا إليك فعني يؤديان و ما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما و أطعهما فإنهما الثقتان المأمونان (و كانت) لأبي جعفر محمد بن عثمان كتب في الفقه مما سمعه من أبي محمد الحسن عليه‏ السلام و من الصاحب عليه‏ السلام و من أبيه عثمان عن أبي محمد و عن أبيه علي بن محمد منها كتب الأشربة .
     (و روي) عنه أنه قال و الله أن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه (و قيل) له رأيت صاحب هذا الأمر قال نعم و آخر عهدي به عند بيت الله الحرام و هو يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني (و قال) رأيته عليه‏ السلام متعلقا باستار الكعبة في المستجار و هو يقول اللهم انتقم بي من أعدائك (و دخل) على محمد بن عثمان بعض أصحابه فرآه و بين يديه ساجة و نقاش ينقش عليها آيا من القرآن و أسماء الأئمة عليهم‏ السلام على حواشيها فقال هذه لقبري أوضع عليها أو قال أسند إليها و قد فرغت منه و أنا كل يوم أنزل فيه فأقرأ جزءا من القرآن فإذا كان يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا صرت إلى الله و دفنت فيه فكان كما قال (و في رواية) أنه حفر قبرا و قال أمرت أن أجمع أمري فمات بعد شهرين.
     (و كانت وفاته) في  آخر جمادى الأولى سنة خمس و ثلثمائة أو أربع و ثلثمائة و تولى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة  (2) هكذا حكاه الشيخ محمد بن الحسن الطوسي في كتاب الغيبة عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري و لا يخفى أن هذه المدة هي من حين ولادة الصاحب عليه‏ السلام و هي سنة 255 إلى وقت وفاة محمد بن عثمان و هي سنة 305 مع أن محمد بن عثمان لم يتول السفارة من حين ولادة الصاحب عليه‏ السلام بل بعد وفاة أبيه عثمان فلا بد أن ينقص من هذه المدة خمس سنين من ولادة الحجة عليه‏ السلام إلى حين وفاة العسكري عليه‏ السلام و ينقص منها مدة سفارة عثمان بن سعيد إلى حين وفاته و تولى ولده السفارة بعده. و دفن عند والدته بشارع الكوفة في بغداد قيل و هو الآن في وسط الصحراء.
    (الثالث أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي )
    أقامه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه قبل وفاته بسنتين أو ثلاث سنين فجمع وجوه الشيعة و شيوخها و قال لهم إن حدث علي حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه و عولوا في أموركم عليه»و في رواية«أنهم سألوه إن حدث أمر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي و السفير بينكم و بين صاحب الأمر و الوكيل له و الثقة الأمين فارجعوا إليه في أموركم و عولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت و قد بلغت.
    »وكان« محمد بن عثمان العمري له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس منهم الحسين بن روح و كلهم كان أخص به من الحسين بن روح و كان مشايخ الشيعة لا يشكون في أن الذي يقوم مقام محمد بن عثمان هو جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأوه من الخصوصية به و كثرة وجوده في منزله حتى إنه كان في آخر عمره لا يأكل طعاما إلا ما أصلح في منزل جعفر أو أبيه بسبب وقع له و يأكله في منزل أحدهما فلما وقع الاختيار على أبي القاسم سلموا و لم ينكروا و كانوا معه و بين يديه كما كانوا مع أبي جعفر محمد بن عثمان و منهم جعفر بن أحمد بن متيل قال جعفر لما حضرت محمد بن عثمان الوفاة كنت جالسا عند رأسه أسائله و أحدثه و أبو القاسم بن روح عند رجليه فقال لي أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح فقمت من عند رأسه و أخذت بيد أبي القاسم و أجلسته في مكاني و تحولت إلى عند رجليه.
    »و في رواية«أن الحسين بن روح كان وكيلا لمحمد بن عثمان سنين كثيرة ينظر له في أملاكه و كان خصيصا به و كان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه من الوزراء و الرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات و غيرهم فتمهدت له الحال في طول حياة محمد بن عثمان إلى أن أوصى إليه (و قال) الشيخ الطوسي رحمه‏الله في كتاب الغيبة كان أبو القاسم رحمه‏الله من أعقل الناس عند المخالف و الموافق و يستعمل التقية (و توفي) أبو القاسم الحسين بن روح في شعبان سنة ست و عشرين و ثلثمائة و دفن في النوبختية في الدرب النافذ إلى التل و إلى درب الآجر و إلى قنطرة الشوك .
    (الرابع أبو الحسن علي بن محمد السمري)
    أوصى إليه الحسين بن روح فقام بما كان إليه »روى« الشيخ الطوسي رحمه‏الله في كتاب الغيبة بسنده عن أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال حضرت بغداد عند المشايخ رحمهم الله فقال الشيخ أبو الحسن علي محمد السمري قدس الله روحه ابتداء منه رحم الله علي بن الحسين بن بابويه القمي (و هو والد الصدوق ) فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر إنه توفي في ذلك اليوم (و في رواية) أنه كان يسألهم عن خبر علي بن الحسين بن بابويه فيقولون قد ورد الكتاب باستقلاله حتى كان اليوم الذي قبض فيه فسألهم فذكروا مثل ذلك فقال لهم آجركم الله فيه فقد قبض في هذه الساعة فأثبتوا التأريخ فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر ورد الخبر بوفاته في تلك الساعة.
     (و روى) الشيخ في كتاب الغيبة أيضا بسنده أن السمري أخرج قبل وفاته بأيام إلى الناس توقيعا (نسخته) بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فأنت ميت ما بينك و بين ستة أيام فاجمع أمرك و لا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره و ذلك بعد طول الأمد و قسوة القلوب و امتلاء الأرض جورا و سيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
     (قال الراوي) فلما كان اليوم السادس عدنا إليه و هو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال لله أمر هو بالغه (و كانت) وفاته في النصف من شعبان سنة ثمان و عشرين أو تسع و عشرين و ثلثمائة و دفن في الشارع المعروف بشارع الخلنجي من ربع باب المحول قريبا من شاطئ نهر أبي عتاب .

في الأدلة على إمامة صاحب الزمان عليه ‏السلام و أنه قد ولد و إنه حي موجود في الأمصار غائب عن الأبصار
    (اعلم) أن جميع المسلمين متفقون على خروج المهدي في آخر الزمان و أنه من ولد علي و فاطمة عليها السلام و أن اسمه كاسم النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و الأخبار في ذلك متواترة عند الشيعة و أهل السنة كما يعلم من تصفح الأخبار الآتية المشتمل بعضها على أكثر روايات أهل السنة و البعض الآخر على جملة من روايات الشيعة مع أن ما تركناه منها قصدا للاختصار أضعاف ما ذكرناه فالاعتقاد بالمهدي عليه‏ السلام هو من ملة الاسلام و متواتراته بل و ضرورياته و لا خلاف فيه بين المسلمين و إنما اختلفوا في أنه هل ولد أو سيولد فالشيعة و جماعة من علماء أهل السنة على أنه ولد و أنه محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام و أكثر أهل السنة على أنه لم يولد بعد و سيولد (و الحق) هو القول الأول و يدل عليه الدليل العقلي و النقلي.
    (أما الدليل العقلي) فهو حكم العقل بوجوب اللطف على الله تعالى و هو فعل ما يقرب إلى الطاعة و يبعد عن المعصية و يوجب إزاحة العلة و قطع المعذرة بدون أن يصل إلى حد الإجبار لئلا يكون لله على الناس حجة و تكون له الحجة البالغة فالعقل حاكم بوجوب إرسال الرسل و بعثة الأنبياء ليبنوا للناس ما أراد الله منهم من التكاليف المقربة من الخير و المبعدة عن الشر و يحكموا بينهم بالعدل و أن يكونوا معصومين من الذنوب منزهين عن القبائح و العيوب لتقبل أقوالهم و يؤمن منهم الكذب و التحريف و كما يجب إرسال الرسل من قبل الله تعالى يجب نصب أوصياء لهم يقومون مقامهم في حفظ الشريعة و تأديتها إلى الناس و نفي التحريف و التبديل عنها و الحكم بين الناس بالعدل و إنصاف المظلوم من الظالم و يجب عصمتهم عما عصم منه الأنبياء للدليل الذي دل على عصمة الأنبياء بعينه و لقوله تعالى خطابا لإبراهيم عليه‏ السلام إني جاعلك للناس إماما قال و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين و غير المعصوم تجوز عليه المعصية فيكون ظالما لنفسه.
    (و يجب) أن يكون نصبهم من الله تعالى لا من الناس لأن العصمة لا يطلع عليها إلا الله تعالى و لأن إيكال ذلك إلى الناس مؤد إلى الهرج و المرج و وقع النزاع و الاختلاف و حصول الفساد فوجب القول بوجود إمام معصوم في كل زمان منصوب من قبل الله تعالى و قد أجمع المسلمون على أن من عدا الأئمة الاثني عشر ليسوا بهذه الصفات فوجب القول بأن أصحاب هذه الصفات هم الأئمة الاثنا عشر و إلا لزم خلو العصر من إمام معصوم و قد ثبت بطلانه »قال« الشيخ المفيد عليه الرحمة في الإرشاد .و من الدلائل على إمامة القائم بالحق ابن الحسن عليه‏ السلام ما يقتضيه العقل بالاستدلال الصحيح من وجود إمام معصوم كامل غني عن رعاياه في الأحكام و العلوم في كل زمان لاستحالة خلو المكلفين من سلطان يكونون بوجوده أقرب إلى الصلاح و أبعد من الفساد و حاجة الكل من ذوي النقصان إلى مؤدب للجناة مقوم للعصاة رادع للغواة معلم للجهال منبه للغافلين محذر للضلال مقيم للحدود منفذ للأحكام فاصل بين أهل الاختلاف ناصب للأمراء ساد للثغور حافظ للأموال حام عن بيضة الإسلام جامع للناس في الجمعات و الأعياد و قيام الأدلة على أنه معصوم من الزلات لغناه بالاتفاق عن إمام و اقتضى ذلك له بالعصمة بلا إرتياب و وجوب النص على من هذه سبيله من الأنام أو ظهور المعجز عليه لتمييزه ممن سواه و عدم هذه الصفات من كل أحد سوى من أثبت إمامته أصحاب الحسن بن علي و هو ابنه المهدي و هذا أصل لا يحتاج معه في الإمامة إلى رواية النصوص لقيامه بنفسه في قضية العقول و صحته بثابت الاستدلال ثم جاءت روايات في النص على ابن الحسن عليه‏ السلام من طرق تنقطع بها الأعذار.
    (و أما الدليل النقلي) فهو نص النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله عليه و بعده الأئمة عليهم‏ السلام‏واحدا بعد واحد»قال المفيد عليه الرحمة«و قد سبق النص عليه في ملة الإسلام من نبي الهدى عليه‏ السلام ثم من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‏ السلام و نص عليه الأئمة عليهم‏ السلام واحدا بعد واحد إلى أبيه الحسن عليه‏ السلام و نص أبوه عليه عند ثقاته و خاصة شيعته و كان الخبر بغيبته ثابتا قبل وجوده و بدولته مستفيضا قبل غيبته و هو صاحب السيف من أئمة الهدى عليه‏ السلام و القائم بالحق المنتظر لدولة الإيمان و له قبل قيامه غيبتان إحداهما أطول من الأخرى كما جاءت بذلك الأخبار فأما القصرى منهما فمنذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه و بين شيعته و عدم السفراء بالوفاة و أما الطولى فهي بعد الأولى و في آخرها يقوم بالسيف قال الله عز و جل و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الأرض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما كانوا يحذرون »و قال جل اسمه« و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون و قال رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله لن تنقضي الأيام و الليالي حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملؤها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و قال عليه‏ السلام لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من ولدي يواطئ اسمه اسمي يملؤها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا.

في بعض ما ورد في المهدي عليه‏ السلام من طرق الشيعة
    (بعض ما نزل فيه من القرآن )
    (غيبة النعماني) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام في معنى قوله عز و جل وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا قال نزلت في القائم و أصحابه (و بسنده) عنه عليه‏ السلام في قوله تعالى و لئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة قال العذاب خروج القائم و الأمة المعدودة أهل بدر و أصحابه (و بسنده) عنه عليه‏ السلام في قوله و استبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا قال نزلت في القائم و أصحابه يجمعون على غير ميعاد (و بسنده) عنه عليه‏ السلام في قول الله عز و جل أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و أن الله على نصرهم لقدير قال هي في القائم عليه‏ السلام و أصحابه (و بسنده) عنه عليه‏ السلام في قوله تعالى يعرف المجرمون بسيماهم قال الله يعرفهم و لكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو و أصحابه خبطا.
    (بعض ما ورد عن النبي صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله من أخبار المهدي عليه‏ السلام
    الصدوق في إكمال الدين بسنده عن جابر الأنصاري عن النبي صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله المهدي من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا و خلقا تكون له غيبة و حيرة تضل فيها الأمم يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا (و بسنده) عن الصادق عن أبيه عن جده عليه‏ السلام عن رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله القائم من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي و شمائله شمائلي و سنته سنتي يقيم الناس على ملتي و شريعتي و يدعوهم إلى كتاب الله عز و جل من أطاعه أطاعني و من عصاه عصاني و من أنكره في غيبته فقد أنكرني (الحديث)  (و بسنده) عن الصادق عليه‏ السلام عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية (و بسنده) عن ابن عباس عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله علي بن ابي طالب إمام أمتي و خليفتي عليهم بعدي و من ولده القائم المنتظر يملأ الله عز و جل به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما و الذي بعثني بالحق بشيرا أن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال يا رسول الله و للقائم من ولدك غيبة فقال إي و ربي و ليمحصن الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين يا جابر أن هذا الأمر من أمر الله و سر من سر الله مطوي عن عباده فإياك و الشك في أمر الله فهو كفر.
    »الشيخ«الطوسي في كتاب الغيبة بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أنه قال لفاطمة يا بنية إنا أعطينا أهل البيت سبعا  (1) لا يخفى أنها ستة لا سبعة. لم يعطها أحد قبلنا نبينا خير الأنبياء و هو أبوك و وصينا خير الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا خير الشهداء و هو عم أبيك حمزة و منا من له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة و هو ابن عمك جعفر و منا سبطا هذه الأمة و هما أبناك الحسن و الحسين و منا و الله الذي لا اله الا هو مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم ثم ضرب بيده على منكب الحسين عليه‏ السلام فقال من هذا ثلاثا.
    (الصدوق في العيون) بسنده عن الرضا عن آبائه عليهم‏ السلام عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله لا تقوم الساعة حتى يقوم القائم الحق منا و ذلك حين يأذن الله عز و جل له و من تبعه نجا و من تخلف عنه هلك الله الله عباد الله فأتوه و لو على الثلج فإنه خليفة الله عز و جل و خليفتي  »و بسنده«عن الرضا عن آبائه عن علي عليه‏ السلام عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين عليه‏ السلام يملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا  »الكليني« بسنده عن الباقر عليه‏ السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام قال قال رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله لأصحابه آمنوا بليلة القدر فإنه ينزل فيها أمر السنة و إن لذلك الأمر ولاة من بعدي علي بن أبي طالب و أحد عشر من ولده .
    »النعماني في كتاب الغيبة« بسنده عن الصادق عليه‏ السلام عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أنه قال لعلي عليه‏ السلام أ لا أبشرك أ لا أخبرك»أحبوك خ ل«قال بلى يا رسول الله فقال كان عندي جبرائيل آنفا و أخبرني أن القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الارض عدلا كما ملئت ظلما و جورا من ذريتك من ولد الحسين »و قال« لجعفر بن أبي طالب ألا أبشرك أ لا أخبرك (أحبوك خ ل) قال بلى يا رسول الله فقال كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أن الذي يدفعها الى القائم هو من ذريتك أ تدري من هو قال لا قال ذاك الذي وجهه كالدينار و أسنانه كالمنشار و سيفه كحريق النار يدخل الجبل ذليلا و يخرج منه عزيزا يكتنفه جبرئيل و مكائيل و قال للعباس أ لا أخبرك بما أخبرني به جبرئيل فقال بلى يا رسول الله قال قال لي ويل لذريتك من ولد العباس فقال يا رسول أ فلا أجتنب النساء فقال له قد فرغ الله مما هو كائن .
    (و في رواية) ويل لولدي من ولدك و ويل لولدك من ولدي  (2) ويل لولدي من ولدك يقتلونهم و يظلمونهم و ويل لولدك من ولدي يعذبهم الله بظلمهم إياهم. و الأخبار في ذلك عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله من طريق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهم‏ السلام كثيرة يضيق عنها نطاق البيان و في مختصر ما أوردناه منها مقنع و من أراد الإستقصاء فليطلبها من مظانها.
    (بعض ما ورد عن الزهراء عليها السلام في أمر المهدي عليه‏ السلام)
    (الكليني) بسنده عن الباقر عليه‏ السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء و الأئمة من ولدها فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم من ولد فاطمة ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي.
    (بعض ما ورد عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام من الإخبار بالمهدي عليه‏ السلام)
    (الصدوق في إكمال الدين ) بسنده عن أبي جعفر الثاني عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام قال للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه ألا فمن ثبت منهم على دينه لم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة ثم قال إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته و يغيب شخصه  (و بسنده) عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام أنه قال للحسين عليه‏ السلام التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين الباسط للعدل قال الحسين عليه‏ السلام فقلت يا أمير المؤمنين و إن ذلك لكائن فقال إي و الذي بعث محمدا بالنبوة و اصطفاه على جميع البرية و لكن بعد غيبة و حيرة لا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا و كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه.
    (النعماني) في كتاب الغيبة بسنده عن علي بن أبي طالب عليه‏ السلام أنه قال صاحب هذا الأمر من ولدي هو الذي يقال مات أو هلك لا بل في أي واد سلك »و  روى« الكليني بسنده عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام أنه قال لابن عباس أن ليلة القدر في كل سنة و أنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة و لذلك الأمر ولاة من بعد رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فقال له ابن عباس من هم قال أنا و أحد عشر من صلبي أئمة محدثون و الأخبار عنه عليه‏ السلام في ذلك كثيرة و فيما أوردناه مقنع.
    (بعض ما ورد عن الحسن بن علي من أخبار المهدي عليه‏ السلام)
    »الصدوق في إكمال الدين« بسنده أنه لما صالح الحسن بن علي عليهما السلام معاوية دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال عليه‏ السلام ويحكم ما تدرون ما عملت و الله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت أ لا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم و أحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قالوا بلى قال أ ما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة و قتل الغلام و أقام الجدار كان ذلك سخطا لموسى بن عمران عليه‏ السلام إذ خفي عليه وجه الحكمة فيه و كان ذلك عند الله حكمة و صوابا أ ما علمتم إنا ما منا أحد إلا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى ابن مريم خلفه فإن الله عز و جل يخفي ولادته و يغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب ابن دون أربعين سنة ذلك ليعلم أن الله على كل شي‏ء قدير.
    (بعض ما ورد عن الحسين عليه‏ السلام من أخبار المهدي عليه‏ السلام)
    (الصدوق) في إكمال الدين بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال في التاسع من ولدي سنة من يوسف و سنة من موسى بن عمران و هو قائمنا أهل البيت يصلح الله تبارك و تعالى أمره في ليلة واحدة  (و بسنده) عن الحسين عليه‏ السلام قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي و هو صاحب الغيبة و هو الذي يقسم ميراثه و هو حي (و بسنده) عنه عليه‏ السلام منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‏ السلام و آخرهم التاسع من ولدي و هو الإمام القائم بالحق يحيي الله به الأرض بعد موتها و يظهر به دين الحق على الدين فيها آخرون فيؤذون و يقال لهم متى هذا الوعد إن كنتم صادقين أما أن الصابر في غيبته على الأذى و التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله
    (و بسنده) عنه عليه‏ السلام لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي يملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما كذلك سمعت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله يقول (و بسنده) قيل للحسين عليه‏ السلام أنت صاحب هذا الأمر قال لا و لكن صاحب هذا الأمر الطريد الشريد الموتور بأبيه  (1) لعل المراد بأبيه الحسين عليه‏ السلام . بأبيه المكنى بعمه  (2) المراد به جعفر بن أبي طالب فقد مر أن المهدي يكنى بأبي جعفر )المؤلف). يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر.
    (بعض ما ورد عن علي بن الحسين من أخبار المهدي عليه‏ السلام)
    »الصدوق« في إكمال الدين بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام القائم منا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا لم يولد بعد ليخرج حين يخرج و ليس لأحد في عنقه بيعة  »المفيد في المجالس« بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام لتأتين فتن كقطع الليل المظلم لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه أولئك مصابيح الهدى و ينابيع العلم ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و إسرافيل أمامه معه راية رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قد نشرها لا يهوي بها إلى قوم إلا أهلكهم الله عز و جل.
    (بعض ما ورد عن الباقر من أخبار المهدي عليه‏ السلام)
    (الكليني) بسنده عن الباقر عليه‏ السلام قال إن الله عز اسمه أرسل محمدا صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله‏إلى الجن و الإنس و جعل من بعده اثني عشر وصيا منهم من سبق و منهم من بقي و كل وصي جرت به سنة فالأوصياء الذين هم من بعد محمد صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله على سنة أوصياء عيسى و كانوا اثني عشر و كان أمير المؤمنين عليه‏ السلام على سنة المسيح عليه‏ السلام (و بسنده) عنه عليه‏ السلام أنه قال الاثنا عشر الأئمة من آل محمد كلهم محدث علي بن أبي طالب و أحد عشر من ولده و رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و علي هما الوالدان (و بسنده) عنه عليه‏ السلام يكون بعد الحسين عليه‏ السلام تسعة أئمة تاسعهم قائمهم (و بسنده) عنه عليه‏ السلام الأئمة اثنا عشر إماما منهم الحسن و الحسين‏ثم الأئمة من ولد الحسين عليه‏ السلام  (الصدوق) في إكمال الدين بسنده عن أم هاني الثقفية عن الباقر عليه‏ السلام في حديث قال هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة تكون له حيرة و غيبة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها أقوام فيا طوبى لك إن أدركته و يا طوبى لمن أدركه (و بسنده) عنه عليه‏ السلام أنه ذكر سير الخلفاء الراشدين فلما بلغ آخرهم قال الثاني عشر الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه عليك بسنته و القرآن الكريم.
    (النعماني في كتاب الغيبة) بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن الباقر عليه‏ السلام أنه قال من المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي الله و هو كافر به ثم قال بأبي و أمي المسمى باسمي و المكنى بكنيتي  )3( أي بأبي جعفر . السابع من بعدي بأبي {من} يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا من أدركه فليسلم له ما سلم لمحمدو علي فقد وجبت له الجنة و من لم يسلم فقد حرم الله له الجنة و مأواه النار و بئس مثوى الظالمين (الحديث)  إلى غير ذلك من الأخبار.
    (بعض ما جاء عن الصادق عليه‏ السلام من الإخبار بالمهدي عليه‏ السلام)
    (علل الشرائع) بسنده عن سدير عن الصادق عليه‏ السلام أن في القائم عليه‏ السلام سنة من يوسف قلت كأنك تريد حيرة أو غيبة قال لي و ما تنكر من هذا أن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف و بايعوه و خاطبوه و هم إخوته و هو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم أنا يوسف فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز و جل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته لقد كان يوسف إليك {إليه} ملك مصر و قد كان بينه و بين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عز و جل أن يعرف مكانه لقدر على ذلك و الله لقد سار يعقوب و ولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر و ما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم و يطأ بسطهم و هم لا يعرفونه حتى يأذن عز و جل أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف و أخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أ ءنك لأنت يوسف قال أنا يوسف {و} هذا أخي.
    (إكمال الدين) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام من أقر بجميع الأئمة و جحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء و جحد محمدا صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله نبوته فقيل له يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك قال الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته (و بسنده) عن الصادق عليه‏ السلام أن الله تبارك و تعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا فقيل له يا ابن رسول الله و من الأربعة عشر فقال محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين‏و الأئمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال و يطهر الأرض من كل جور و ظلم.
    (و بسنده) عن الصادق عليه‏ السلام و ذكر المهدي و أنه الثاني عشر من الأئمة الهداة ثم قال و الله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما (و بسنده) عنه عليه‏ السلام أن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد و ليتمسك بدينه (و بسنده) عنه عليه‏ السلام في حديث القائم هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الإماء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ثم يظهره الله عز و جل فيفتح على يديه مشارق الأرض و مغاربها و ينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربها و لا يبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عز و جل إلا عبد الله فيها و يكون الدين كله لله و لو كره المشركون.
    (الشيخ الطوسي) في كتاب الغيبة بسنده عن الصادق عليه‏ السلام ينتج الله في هذه الأمة رجلا مني و أنا منه يسوق الله به بركات السماوات و الأرض فتنزل السماء قطرها و تخرج الأرض بذرها و تأمن وحوشها سباعها و يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و يقتل حتى يقول الجاهل لو كان هذا من ذرية محمد لرحم و الأخبار عن الصادق عليه‏ السلام في ذلك كثيرة يطول بإستقصائها الكلام.
    (بعض ما روي عن الكاظم من الإخبار بالمهدي عليه‏ السلام)
    (إكمال الدين) بسنده عن الكاظم عليه‏ السلام في حديث قيل له و يكون في الأئمة من يغيب قال نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه و لا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره و هو الثاني عشر منا يسهل الله له كل عسير و يذلل له كل صعب و يظهر له كنوز الأرض و يقرب له كل بعيد و يبير به كل جبار عنيد و يهلك على يديه كل شيطان مريد ذاك ابن سيدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته و لا يحل لهم تسميته حتى يظهره عز و جل فيملأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
    (و بسنده) عنه عليه‏ السلام أنه قيل له يا ابن رسول الله أنت القائم بالحق فقال أنا القائم بالحق و لكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله و يملؤها عدلا كما ملئت جورا هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه يرتد فيها أقوام و يثبت فيها آخرون ثم قال عليه‏ السلام طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا و البراءة من أعدائنا أولئك منا و نحن منهم قد رضوا بنا أئمة و رضينا بهم شيعة و طوبى لهم هم و الله معنا في درجتنا يوم القيامة.
    (بعض ما جاء عن الرضا من الإخبار بالمهدي عليه‏ السلام)
    (إكمال الدين و عيون الأخبار) بسنده عن الهروي قال سمعت دعبل ابن علي الخزاعي يقول أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا عليه‏ السلام قصيدتي التي أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة                      و منزل وحي مقفر  العرصات
    فلما انتهيت إلى قولي
خروج   إمام   لا محالة قائم                       يقول على اسم  الله و البركات
‏يميز  فينا  كل  حق  و باطل                       و يجزي على النعماء و النقمات

    بكى الرضا عليه‏ السلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الإمام و متى يقوم فقلت لا يا مولاي إلا اني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد و يملؤها عدلا كما ملئت جورا فقال يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني و بعد محمد ابنه علي و بعد علي ابنه الحسن و بعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملؤها عدلا كما ملئت جورا و أما متى فإخبار عن الوقت و لقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي عليه‏ السلام أن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك فقال مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات و الأرض لا تأتيكم إلا بغتة و الأخبار عنه عليه‏ السلام في ذلك كثيرة.
    (بعض ما روي عن الجواد عليه‏ السلام من الإخبار بالمهدي عليه‏ السلام)
    (إكمال الدين) بسنده عن الجواد عليه‏ السلام قال إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته و يطاع في ظهوره و هو الثالث من ولدي و الذي بعث محمدا بالنبوة و خصنا بالإمامة أنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و أن الله تبارك و تعالى يصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع و هو رسول نبي ثم قال عليه‏ السلام أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج
    (صاحب كفاية النصوص ) بسنده عن عبد العظيم الحسني قلت لمحمد بن علي بن موسى إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما فقال يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمر الله و هاد إلى دين الله و لست القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر و الجحود و يملؤها عدلا و قسطا هو الذي يخفى على الناس ولادته و يغيب عنهم شخصه و يحرم عليهم تسميته و هو سمي رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و كنيه و هو الذي تطوى له الأرض و يذل له كل صعب يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض و ذلك قوله تعالى أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شي‏ء قدير فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الأرض أظهر أمره فإذا كمل له العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك و تعالى قلت و كيف يعلم أن الله قد رضي قال يلقي في قلبه الرحمة.
    (و بسنده) عنه عليه‏ السلام الإمام بعدي ابني علي أمره أمري و قوله قولي و طاعته طاعتي و ذكر في ابنه الحسن مثل ذلك و سكت فقيل له يا ابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن فبكى بكاء شديدا ثم قال إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر فقيل و لم سمي القائم قال لأنه يقوم بعد موت ذكره و ارتداد أكثر القائلين بإمامته قيل و لم سمي المنتظر قال إن له غيبة تكثر أيامها و يطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون و ينكره المرتابون و يستهزئ به الجاحدون و يكذب فيها الوقاتون و يهلك فيها المستعجلون و ينجو فيها المسلمون .
    (بعض ما روي عن الهادي من الإخبار بالمهدي عليه‏ السلام)
    (إكمال الدين) بسنده عن الهادي عليه‏ السلام الخلف من بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت و لم جعلني الله فداك فقال لأنكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذكره باسمه قلت فكيف تذكره قال قولوا الحجة من آل محمد  (و بسنده) عنه عليه‏ السلام صاحب هذا الأمر من يقول الناس لم يولد بعد.
    (بعض ما روي عن الحسن العسكري من الإخبار بالمهدي عليه‏ السلام)
    (الكليني) بسنده عن علي بن بلال خرج إلي من أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه‏ السلام قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ثم خرج إلي من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده (و بسنده) عن أبي هاشم الجعفري قلت لأبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام جلالتك تمنعني من مسألتك أ فتأذن لي أن أسألك فقال سل فقلت يا سيدي هل لك ولد قال نعم فقلت فإن حدث حادث فأين أسأل عنه قال بالمدينة. (و بسنده) عن عمرو الأهوازي قال أراني أبو محمد عليه‏ السلام ابنه قال هذا صاحبكم بعدي (و بسنده) عن العمري قال مضى أبو محمد عليه‏ السلام و خلف ولدا له.
    »إكمال الدين« بسنده عن أبي محمد الحسن بن علي كأني بكم و قد اختلفتم بعدي في الخلف مني أما أن المقر بالأئمة بعد رسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله و رسله ثم أنكر نبوة محمد صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله و المنكر لرسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله كمن أنكر جميع الأنبياء لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا و المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا أما أن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله عز و جل (و بسنده) عن محمد بن عثمان العمري عن أبيه قال سئل أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام عن الخبر الذي روي عن آبائه عليه‏ السلام أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة و أن من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية فقال عليه‏ السلام أن هذا حق كما أن النهار حق فقيل له يا ابن رسول الله فمن الحجة و الإمام بعدك قال ابني محمد هو الإمام و الحجة بعدي من مات و لم يعرفه مات ميتة جاهلية أما أن له غيبة يحار فيها الجاهلون و يهلك فيها المبطلون و يكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة .
    (و الأخبار) في ذلك من طرقنا عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و أهل بيته كثيرة و اقتصرنا على هذا القدر منها طلبا للاختصار و ما تركناه أضعاف ما ذكرناه و قد صنف أصحابنا رضوان الله عليهم كتبا في الغيبة استوفوا فيها ذكر الأخبار كالشيخ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني من قدماء أصحابنا و الصدوق في إكمال الدين و الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة فليرجع إليها من أرادها.
    (قال الطبرسي رحمه‏الله) في كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى و إذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجة بل زمان أبيه و جده حتى تعلقت الكيسانية بها في إمامة ابن الحنفية و الناووسية و غيرهم في الصادق و الكاظم عليهما السلام و خلدها المحدثون من الشيعة في أصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر و الصادق عليهماالسلام‏و أثروها عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و الأئمة عليهم‏ السلام واحدا بعد واحد صح بذلك القول في إمامة صاحب الزمان لوجود هذه الصفة له و الغيبة المذكورة في دلائله و إعلام إمامته و ليس يمكن أحدا دفع ذلك و من جملة ثقات المحدثين و المصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب الزراد و قد صنف كتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني و أمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة فذكر فيه جملة من أخبار الغيبة فوافق الخبر المخبر و حصل كل ما تضمنه الخبر بلا اختلاف و من جملة ما رواه بسنده عن الصادق عليه‏ السلام أنه قيل له كان أبو جعفر عليه‏ السلام يقول لقائم آل محمد غيبتان واحدة طويلة و الأخرى قصيرة فقال نعم إحداهما أطول من الأخرى (الحديث)  قال فانظر كيف قد حصلت الغيبتان على حسب ما تضمنت الأخبار.


في علامات ظهور المهدي
    المروية عن أئمة أهل البيت عليهم‏ السلام و قد رواها أصحابنا رضوان الله عليهم بأسانيدهم المتصلة كالنعماني و الشيخ الطوسي في كتابي الغيبة و المفيد في الإرشاد و غيرهم و نحن نوردها بحذف الأسانيد قصدا للاختصار أو نذكر حاصل الرواية و نسردها مفصلة مرتبة بحسب الإمكان تسهيلا لتناولها و معرفتها ثم إن هذه العلامات:
     (منها) بعيد مثل اختلاف بني العباس و زوال ملكهم و غير ذلك (و منها) قريب كخروج السفياني و طلوع الشمس من مغربها و غير ذلك»و منها«محتوم كما نص عليه في الروايات كالسفياني و اليماني و الصيحة من السماء و غير ذلك و منها غير محتوم (قال المفيد ) بعد سرده لعلامات الظهور كما سيأتي و من جملة هذه الأحداث محتومة و منها مشترطة »أقول«و لعل المراد بالمحتوم ما لا بد من وقوعه و لا يمكن أن يلحقه البداء الذي هو إظهار بعد إخفاء لا ظهور بعد خفاء و الذي هو نسخ في التكوين كما أن النسخ المعروف نسخ في التشريع و بغير المحتوم أو المشترط ما يمكن أن يلحقه البداء و المحو و النسخ في التكوين يمحو الله ما يشاء فهو مشترط بعدم لحوق ذلك.
    »فأما المحتوم«فقد اختلفت الروايات في تعداده زيادة و نقيصة»ففي بعضها«خمس علامات محتومات قبل قيام القائم عليه‏ السلام السفياني و اليماني و المنادي من السماء باسم المهدي و خسف في البيداء و قتل النفس الزكية»و في بعضها«قال من المحتوم و عد المذكورات إلا أنه قال بدل اليماني و كف تطلع من السماء و عد معها القائم »و في بعضها«قال من المحتوم و عد المذكورات أيضا إلا أنه ذكر طلوع الشمس من مغربها و اختلاف بني العباس في الدولة بدل اليماني و الخسف و عد معها قيام القائم من آل محمد صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله قال النعماني في غيبته هذه العلامات التي ذكرها الأئمة عليهم‏ السلام مع كثرتها و اتصال الروايات بها و تواترها و اتفاقها موجبة أن لا يظهر القائم عليه‏ السلام إلا بعد مجيئها إذ كانوا قد أخبروا أنه لا بد منها و هم الصادقون حتى إنه قيل لهم نرجو أن يكون ما نؤمل من أمر القائم و لا يكون قبله السفياني فقالوا بلى و الله أنه لمن المحتوم الذي لا بد منه ثم حققوا كون العلامات الخمس (أي اليماني و السفياني و النداء من السماء و خسف بالبيداء و قتل النفس الزكية) التي هم أعظم الدلائل على ظهور الحق بعدها كما أبطلوا أمر التوقيت و قالوا من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا أن تكذبوه كائنا ما كان فإنا لا نوقت و هذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر كل من ادعى ذلك قبل مجي‏ء هذه العلامات انتهى.
     (و قال المفيد في الإرشاد ) قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه‏ السلام و حوادث تكون إمام قيامه و آيات و دلالات (فمنها) خروج السفياني و قتل الحسني و اختلاف بني العباس في الملك و كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان و خسوف القمر في آخره على خلاف العادة و خسف بالبيداء و خسف بالمشرق  (1) هو الخسف ببغداد و البصرة كما سيأتي. و خسف بالمغرب  (2) هو الخسف بالشام كما سيأتي. و ركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر و طلوعها من المغرب و قتل نفس زكية يظهر {بظهر} الكوفة في سبعين من الصالحين و ذبح رجل هاشمي بين الركن و المقام و هدم حائط مسجد الكوفة و إقبال رايات سود من قبل خراسان و خروج اليماني و ظهور المغربي بمصر و تملكه الشامات و نزول الترك الجزيرة و نزول الروم الرملة و طلوع نجم بالمشرق يضي‏ء كما يضي‏ء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه و حمرة تظهر في السماء و تنتشر في آفاقها و نار تظهر بالمشرق طولا و تبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام و خلع العرب أعنتها  (3) خلع العرب أعنتها كناية عن خروجها عن الطاعة لغيرها تشبيها بالفرس الذي خلع عنانه فلا يكون له عنان يقاد به و يمسك و منه قولهم خلع فلان عذاره أي أصبح كالفرس المرسل الذي لا عذار في رأسه يفعل ما يشاء و يذهب أين شاء و مقابله قولهم ملك فلان زمام الأمر او مقاليده و غير ذلك. و تملكها البلاد و خروجها عن سلطان العجم و قتل أهل مصر أميرهم و خراب الشام و اختلاف ثلاث رايات فيه و دخول رايات قيس و العرب إلى مصر و رايات كندة إلى خراسان و ورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة و إقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها و بشق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة و خروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة و خروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه و إحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء و خانقين و عقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد و ارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار و زلزلة حتى ينخسف كثير منها و خوف يشمل أهل العراق و بغداد و موت ذريع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و جراد يظهر في أوانه و في غير أوانه حتى يأتي على الزرع و الغلات و قلة ريع لما يزرعه الناس و اختلاف صنفين من العجم و سفك دماء كثيرة فيما بينهم و خروج العبيد عن طاعة ساداتهم و قتلهم مواليهم و مسخ القوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة و خنازير و غلبة العبيد على بلاد السادات و نداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة بلغتهم و وجه و صدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس و أموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها و يتزاورون ثم يختم ذلك بأربع و عشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض بعد موتها و تعرف بركاتها و تزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة و يتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار.
     (قال) ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول و تضمنتها الآثار المنقولة و بالله نستعين و إياه {نستعين و إياه} نسأل التوفيق ثم أورد المفيد (ره) عدة أحاديث مسندة في علامات الظهور ننقلها في تضاعيف ما يأتي (إن شاء الله) .
     (و عن كتاب العدد القوية ) قد ظهر من العلامات عدة كثيرة مثل خراب حائط مسجد الكوفة و قتل أهل مصر أميرهم و زوال ملك بني العباس على يد رجل خرج عليهم من حيث بدأ ملكهم و موت عبد الله آخر ملوك بني العباس و خراب الشامات و مد جسر مما يلي الكرخ ببغداد كل ذلك في مدة يسيرة و انشقاق الفرات و سيصل الماء إن شاء الله إلى أزقة الكوفة.
     (أقول) يمكن أن تكون هذه علامات بعيدة و يمكن كون العلامة غير ما حصل بل شي‏ء يحصل فيما بعد و لنشرع في تفصيل تلك العلامات المستفادة من الروايات فنقول.
    الأول اختلاف بني العباس و ذهاب ملكهم و اختلاف بني أمية و ذهاب ملكهم
     (أما الأول) فقد جاء في كثير من الروايات جعله من علامات الظهور بل في بعضها أن اختلافهم من المحتوم و في جملة منها التعبير ببني فلان تقية (قال الباقر عليه‏ السلام) ) لا بد أن يملك بنو العباس فإذا ملكوا و اختلفوا و تشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني و السفياني هذا من المشرق و هذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هاهنا و هذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما أما أنهما لا يبقون منهم أحدا (و يأتي) في بعض الروايات فعند ذلك زال ملك القوم و عند زواله خروج القائم (و أن) آخر ملك بني فلان قتل النفس الزكية و أنه ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة (و أن) قدام القائم بلوى من الله فقيل ما هي فقرأ و لنبلونكم (الآية) ثم قال الخوف من ملوك بني فلان.
     (و قال الباقر عليه‏ السلام إذا اختلف بنو العباس فيما بينهم فانتظروا الفرج و ليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان و خروج القائم و لن يخرج و لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم (و قال عليه‏ السلام أن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار و كرجل كانت بيده فخارة و هو يمشي إذ سقطت من يده و هو ساه فانكسرت فقال حين سقطت هاه شبه الفزع فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه.
     الثاني خروج ستين كذابا كلهم يقول أنا نبي
     »المفيد« بسنده عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي و لا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم يقول أنا نبي.
     الثالث خروج إثني عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه
     »المفيد« بسنده عن الصادق عليه‏ السلام لا يخرج القائم حتى يخرج قبله إثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه.
     الرابع قول إثني عشر رجلا أنهم رأوه
     النعماني بسنده عن الصادق عليه‏ السلام لا يقوم القائم حتى يقوم إثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه فيكذبونهم.
     الخامس خروج كاسر عينه بصنعاء
     النعماني بسنده عن عبيد بن زرارة ذكر عند الصادق عليه‏ السلام السفياني فقال أنى يخرج ذلك و لم يخرج كاسر عينه بصنعاء  (و يحتمل) أن يكون هو اليماني و الله أعلم. 
    السادس خروج السفياني و الخراساني و اليماني و خسف بالبيداء 
    و قد استفاضت الروايات في أن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه و أنه لا يكون قائم إلا بسفياني و نحو ذلك (و قال) عبد الملك بن أعين كنت عند أبي جعفر عليه‏ السلام فجرى ذكر القائم فقلت له أرجو أن يكون عاجلا و لا يكون سفياني فقال لا و الله أنه لمن المحتوم الذي لا بد منه و مر في بعض الروايات أن اليماني أيضا من المحتوم (و عن الباقر) عليه‏ السلام السفياني و القائم في سنة واحدة (و في عدة روايات) أن خروج السفياني و اليماني و الخراساني يكون في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد (و في رواية) و نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم (و تدل) بعض الروايات على أن خروج اليماني قبل خروج السفياني .
     (أما اليماني) فيكون خروجه من اليمن (و المروي) أنه ليس في الرايات الثلاث راية أهدى من راية اليماني لأنه يدعو إلى الحق (أو) لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج حرم بيع السلاح و إذا خرج فانهض إليه فإن رايته راية هدى و لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه (و لما) خرج طالب الحق باليمن (و هو من رؤساء الخوارج ) قيل للصادق عليه‏ السلام نرجو أن يكون هذا اليماني فقال لا اليماني يتوالى عليا و هذا يبرأ منه.
     (و أما الخراساني فيخرج من خراسان) و في بعض الروايات من المشرق »و عن « أمير المؤمنين عليه‏ السلام في ذكر العلامات إذا قام القائم بخراسان و غلب على أرض كرمان و الملتان  (1) بلد بالهند . و حاز جزيرة بني كاوان  (2) كاوان جزيرة في بحر البصرة .
     (و أما السفياني) فيخرج من وادي اليابس مكان بفلسطين »و عن «الصادق عليه‏ السلام أن خروجه في رجب»و عن« أمير المؤمنين عليه‏ السلام يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس و هو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان و أبوه عنبسة و هو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرض قرار و معين فيستوي على منبرها و الظاهر أنها دمشق كما تدل عليه رواية أخرى أنه يخرج من وادي اليابس حتى يأتي دمشق فيستوي على منبرها.
    »و عن «الصادق عليه‏ السلام إنك لو رأيته رأيت أخبث الناس أشقر أحمر أزرق يقول يا رب يا رب يا رب أو يا رب ثاري ثاري ثم للنار أو يا رب ثاري و النار و لقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له و هي حية مخافة أن تدل عليه.
    »و عن الباقر عليه‏ السلام« السفياني أحمر أصفر أزرق لم يعبد الله قط و لم ير مكة و لا المدينة قط»و عن « زين العابدين عليه‏ السلام أنه من ولد عتبة بن أبي سفيان و أنه إذا ظهر اختفى المهدي ثم يظهر و يخرج بعد ذلك»و عن عمار بن ياسر« إذا رأيتم أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فألحقوا بمكة »أي أن المهدي قد ظهر بها«»و يجتمع«في الشام ثلاث رايات كلهم يطلب الملك راية السفياني و راية الأصهب و راية الأبقع ثم إن السفياني يقتل الأصهب و الأبقع (و قال) الصادق عليه‏ السلام السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة ثم قال أستغفر الله حمل جمل.
    »و في رواية«عن الصادق عليه‏ السلام يملك تسعة أشهر كحمل المرأة»و في رواية عنه عليه‏ السلام« إذا ملك كور الشام الخمس دمشق و حمص و فلسطين و الأردن و قنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج قلت يملك تسعة أشهر قال لا و لكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما.
    »و عن الصادق عليه‏ السلام« أنه من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا ستة أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر و لم يزد عليها يوما و بهذا يجمع بين الخمسة عشر شهرا و التسعة أشهر و احتمل المجلسي حمل بعض أخبار مدته على التقية لذكره في رواياتهم (و روى) هشام بن سالم عن الصادق عليه‏ السلام إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر و زعم هشام أن الكور الخمس دمشق و فلسطين و الأردن و حمص و حلب (ثم إن السفياني ) بعد ما يقتل الأصهب و الأبقع لا يكون له همة إلا العراق »و في رواية«إلا آل محمد و شيعتهم فيبعث جيشين جيشا إلى العراق و آخر إلى المدينة فأما جيش العراق (فروي) أن عدتهم سبعون ألفا.
     (و عن النبي صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله ) حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة (يعني بغداد ) فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف و يفضحون أكثر من ثلاثمائة امرأة و يقتلون ثلاثمائة كبش من بني العباس ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها (الحديث)  و يصيبون من أهل الكوفة (و في رواية) من شيعة آل محمد بالكوفة قتلا و صلبا و سبيا و يمر جيشه بقرقيسا (بلد على الفرات ) فيقتتلون بها  (1) هكذا في الرواية و ليس فيها تصريح بأن المقاتل لجيش السفياني من هو فيحتمل أن يكون بعض من يدعو لآل محمد صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله و يحتمل أن يكون أهل قرقيسا و ما جاورها. فيقتل بها من الجبارين مائة ألف (و عن الصادق عليه‏ السلام) أن لله مائدة او مأدبة بقرقيسا يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء و يا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين فبينما هم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوي المنازل طيا حثيثا حتى تنزل ساحل الدجلة و معهم نفر من أصحاب القائم و يخرج رجل من موالي أهل الكوفة ضعيف في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بظهر الكوفة (و في رواية) بين الحيرة و الكوفة.
     (و قال الصادق عليه‏ السلام) كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني  (2) الصحيح بصاحب السفياني و لو قيل بالسفياني لكان المراد صاحب جيشه مجازا لأن المروي أن السفياني يظهر بالشام و يقتل بها و لا يدخل العراق . قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره و يقول هذا منهم فيضرب عنقه و يأخذ ألف درهم أما أن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا و كأني أنظر إلى صاحب البرقع قيل و من صاحب البرقع قال رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم و لا تعرفونه فيغمز بكم رجلا رجلا أما أنه لا يكون إلا ابن بغي»و عن النبي صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله« ثم يخرجون أي جيش السفياني متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر و يستنقذون ما في أيديهم من السبي و الغنائم (و أما الجيش الذي يبعثه السفياني إلى المدينة ) فيقتل بها رجلا و يؤخذ آل محمد صغيرهم و كبيرهم فيحسبون و ينهبون المدينة ثلاثة أيام بلياليها و يكون المهدي عليه‏ السلام بالمدينة فيخرج منها إلى مكة على سنة موسى بن عمران عليه‏ السلام خائفا يترقب.
    »و في رواية« أنه يهرب من بالمدينة من أولاد علي عليه‏ السلام إلى مكة فيلحقون بصاحب الأمر عليه‏ السلام فيبلغ ذلك أمير جيش السفياني فيبعث جيشا على إثره فلا يدركه و ينزل الجيش البيداء (و هي أرض بين مكة و المدينة لها ذكر كثير في الأخبار) فينادي مناد من السماء يا بيداء بيدي بالقوم فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر (و في رواية) إلا ثلاثة نفر حتى إذا كانوا بالبيداء يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم و هم من كلب (و في رواية) عن النبي صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله يبعث الله جبرئيل فيقول يا جبرئيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها و لا يفلت منهم إلا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول عند جهينة الخبر اليقين فذلك قوله تعالى و لو ترى إذ فزعوا الآية أورده الثعلبي في تفسيره (و روى) صاحب الكشاف أيضا أنها نزلت في خسف البيداء (و  روى) الطبرسي عن زين العابدين عليه‏ السلام قال هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم.
     (و  روى) علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبي جعفر عليه‏ السلام‏في قوله تعالى و أخذوا من مكان قريب قال من تحت أقدامهم خسف بهم و في قوله تعالى قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال هو الدجال و الصيحة أو من تحت أرجلكم و هو الخسف و القائم عليه‏ السلام يومئذ بمكة فيجمع الله عليه أصحابه و هم ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا (و في رواية) و ثلاثة عشر رجلا عدد أهل بدر فيبايعونه بين الركن و المقام ثم يخرج بهم من مكة فينادي المنادي باسمه و أمره من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلهم ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث حتى يظهر عليها ثم يسير إلى الشام (و في رواية) ثم يسير حتى يأتي العذراء  (3) لعلها القرية التي شرقي دمشق و إليها ينسب مرج عذراء و السفياني يومئذ بوادي الرملة حتى إذا التقوا و هو يوم الإبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله و يخرج ناس كانوا مع آل محمد صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله إلى السفياني و يقتل يومئذ السفياني و من معه و الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها. 
    السابع خسف الجابية و كثرة الاختلاف و الحروب و خروج الأصهب و الأبقع و خراب الشام
     (المفيد) بسنده عن الباقر عليه‏ السلام قال ألزم الأرض و لا تحرك يدا و لا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك و ما أراك تدرك ذلك اختلاف بني العباس و مناد ينادي من السماء و خسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية  (4) هي قرية كانت قريبا من دمشق و خربت و إليها ينسب باب الجابية و لا يعرف الآن محلها و يمكن أن يكون قد بني مكانها قرية تسمى بغير هذا الاسم. و نزول الترك الجزيرة و نزول الروم الرملة و اختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام و يكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها راية الأصهب و راية الأبقع و راية السفياني  (و  في رواية الشيخ في غيبته ) فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب  (5) هي الشام و ما يليها فإنها مغرب بالنسبة إلى العراق و تدل عليه الروايات التي سمت الشام مغربا و العراق مشرقا. أو في كل أرض من أرض العرب فأول أرض تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات إلخ (و في رواية) راية حسنية و راية أموية و راية قيسية.
     (غيبة الشيخ ) بسنده عن عمار بن ياسر و ذكر جملة من العلامات (إلى أن قال) و تكثر الحروب في الأرض (إلى أن قال) و يظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك رجل أبقع و رجل أصهب و رجل من أهل بيت أبي سفيان يخرج في كلب (الحديث)  (و في رواية العياشي ) مع بني ذنب الحمار مضر و مع السفياني أخواله من كلب فيظهر السفياني و من معه على بني ذنب الحمار حتى يقتلوا قتلا لم يقتله شي‏ء قط و يحضر رجل بدمشق فيقتل هو و من معه قتلا لم يقتله شي‏ء قط و هو من بني ذنب الحمار (و في رواية النعماني ) فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون فيقتله السفياني و من تبعه ثم يقتل الأصهب . 
     الثامن اختلاف رمحين بالشام و رجفة بها و خسف بحرستا و إقبال قوم من المغرب إليها
     (غيبة الشيخ ) بالإسناد عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام إذا اختلف رمحان بالشام فهو آية من آيات الله تعالى قيل ثم مه قال ثم رجفة تكون بالشام يهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين و عذابا على الكافرين فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب و الرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام فإذا كان ذلك فانتظروا خسفا بقرية من قرى الشام يقال لها حرستا فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بوادي اليابس
     (غيبة النعماني ) مثله إلا أنه قال لم تنجل إلا عن آية من آيات الله قيل و ما هي يا أمير المؤمنين قال رجفة تكون بالشام يقتل فيها أكثر من مائة ألف و قال البراذين الشهب المحذوقة و زاد بعد قوله تحل بالشام و ذلك عند الجزع الأكبر و الموت الأحمر و بعد قوله حرستا فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي  (النعماني) بسنده عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام  انتظروا الفرج من ثلاث اختلاف أهل الشام بينهم و الرايات السود من خراسان و الفزعة في شهر رمضان (الحديث)  (و بسنده) عن الباقر عليه‏ السلام  لا يظهر القائم حتى يشمل الشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه (الحديث) . 
     التاسع سقوط طائفة من مسجد دمشق الأيمن
     رواه جابر الجعفي عن الباقر عليه‏ السلام  في جملة العلامات قال و تسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن هكذا وجدناه و لعل الصواب من الجانب الأيمن أو من جانب مسجد دمشق الأيمن (غيبة الشيخ ) بسنده عن عمار بن ياسر قال في حديث و يخسف بغربي مسجد دمشق حتى يخد حائطه (و في رواية) و يخرب حائط مسجد دمشق .
     العاشر النداء عن سور دمشق
     (غيبة الشيخ ) بسنده عن عمار بن ياسر في حديث و ينادي مناد على سور دمشق ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب (و في رواية) ويل لازم (و في رواية أخرى)  عن الباقر عليه‏ السلام  و يجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح (و في رواية العياشي ) و ترى مناديا ينادي بدمشق  (النعماني) بسنده عن الباقر عليه‏ السلام توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق فيه لكم فرج عظيم.
     الحادي عشر خروج المرواني و عوف السلمي و شعيب بن صالح
     (غيبة النعماني ) بسنده عن الرضا عليه‏ السلام قبل هذا الأمر السفياني و اليماني و المرواني و شعيب بن صالح و كيف يقول هذا و هذا (و بسنده) عن الباقر عليه‏ السلام أن لولد العباس و للمرواني لوقعة بقرقيسا يشيب فيها الغلام الحزور  (1) القوي و من الغريب ضبط المجلسي له بالخاء المعجمة و تكلفه في تفسيره. يرفع الله عنهم النصر و يوحي إلى طير السماء و سباع الأرض اشبعي من لحوم الجبارين ثم يخرج السفياني.
     (أقول) ظاهر بعض الأخبار الواردة في السفياني أن وقعة قرقيسا مع جيشه و التعدد جائز و الله أعلم  (غيبة الشيخ ) بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام يكون قبل خروج المهدي خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة و يكون مأواه تكريت و قتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس (الحديث)  (و بسنده) عن عمار بن ياسر في حديث ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح .
     الثاني عشر خروج الحسني و قتله
     و قد مر في الأمر الأول عن الصادق عليه‏ السلام إذا اختلف ولد العباس و خلعت العرب أعنتها و رفع كل ذي صيصية صيصيته و ظهر السفياني و أقبل اليماني و تحرك الحسني خرج صاحب هذا الأمر الحديث (و في رواية) أن المهدي عليه‏ السلام حينما يريد الخروج يطلع على ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر فيبتدره الحسني إلى الخروج فيثبت عليه أهل مكة فيقتلونه و يبعثون برأسه إلى الشامي (أي السفياني ) فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر (الحديث) .
     الثالث عشر خروج رايات من مصر إلى الشام و خروج المصري
     (المفيد) بسنده عن الرضا عليه‏ السلام كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتهدي إلى ابن صاحب الوصيات (و في رواية) عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام أنه قال في جملة العلامات و قام أمير الأمراء بمصر  (غيبة الشيخ ) بسنده عن محمد بن مسلم يخرج قبل السفياني مصري و يماني.
     الرابع عشر ركز رايات قيس بمصر و رايات كندة بخراسان
     (المفيد) بسنده سأل رجل الحسن عليه‏ السلام عن الفرج فقال عليه‏ السلام تريد الإكثار أم أجمل لك فقال بل تجمل لي قال إذا ركزت رايات قيس بمصر و رايات كندة بخراسان   (النعماني) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام قبل قيام القائم تحرك حرب قيس .
     الخامس عشر نزول الترك الجزيرة و الروم الرملة
     و جاء ذلك في عدة روايات مسندة عن جابر الجعفي عن الباقر عليه‏ السلام قال ألزم الأرض و لا تحرك يدا و لا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك أن أدركتها و ما أراك تدرك ذلك و لكن حدث به من بعدي عني و ذكر جملة منها (إلى أن قال) و نزول الترك الجزيرة و نزول الروم الرملة (و في رواية) و تنزل الروم فلسطين (و في رواية) و ستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة و ستقبل إخوان مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة (و في رواية) و مارقة تمرق من ناحية الترك حتى تنزل الجزيرة و ستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة.
     (و الظاهر) أن المراد بالجزيرة جزيرة العرب و الرملة بلد بفلسطين (و في رواية) إذا خالف الترك الروم أو و يتخالف الترك و الروم و الظاهر أنه بمعنى نزول الترك الجزيرة و الروم الرملة (و في رواية) فإذا استأثرت عليكم الروم و الترك و جهزت الجيوش الحديث (و في رواية) عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام و ظهرت رايات الترك متفرقات في الاقطار و الجنبات و كانوا بين هن و هنات.
     السادس عشر حصار الكوفة  و لعله من جهة السفياني .
     السابع عشر تخريق الروايا في سكك الكوفة
     أي روايا الماء و الظاهر أنه بغلبة أحد الفريقين المتحاربين على الآخر.
     الثامن عشر تعطيل المساجد أربعين ليلة و الظاهر أنه بالكوفة .
     التاسع عشر كشف الهيكل و المراد منه غير واضح.
     العشرون خفوق رايات حول المسجد الأكبر بالكوفة
     الحادي و العشرون قتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين
     و الذي ذكره المفيد كما مر قتل نفس زكية في سبعين من الصالحين.
     الثاني و العشرون قتل الأشفع صبرا في بيعة الأصنام
     و المراد بالأشفع غير ظاهر و لعله مصحف و بيعة الأصنام أي الكنيسة أو نحوها ذات الأصنام.
     الثالث و العشرون سبي سبعين ألف بكر من الكوفة .
     و يروى أن الكوفة تعظم كثيرا تتصل بكربلاء فلا يستبعد ذلك.
     الرابع و العشرون خروج مائة ألف من الكوفة إلى السفياني .
     الخامس و العشرون خروج رايات من شرقي الأرض مع رجل من آل محمد صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله .
     السادس و العشرون خروج رجل من نجران يستجيب للإمام عليه‏ السلام
     السابع و العشرون نداء من جهة المشرق يا أهل الهدى اجتمعوا و من جهة المغرب يا أهل الباطل اجتمعوا
     الثامن و العشرون تلون الشمس
     التاسع و العشرون بعث أهل الكهف و خروجهم مع القائم عليه‏ السلام
     و هذه العلامات من السادس عشر إلى التاسع و العشرين مع غيرها منقولة  عن كتاب سرور أهل الإيمان في جملة رواية عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام قال و لذلك آيات و علامات (أولهن) حصار الكوفة بالرصد و الخندق و تخريق الروايا في سكك الكوفة و تعطيل المساجد أربعين ليلة و كشف الهيكل و خفق رايات حول المسجد الأكبر تهتز.القاتل و المقتول في النار و قتل سريع و موت ذريع و قتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين و المذبوح بين الركن و المقام (اشارة إلى النفس الزكية أو إلى الحسني ) و قتل الأشفع صبرا في بيعة الأصنام و خروج السفياني براية حمراء أميرها رجل من بني كلب و إثنا عشر ألف عنان من خيل السفياني تتوجه إلى مكة و المدينة أميرها رجل من بني أمية يقال له خزيمة أطمس العين الشمال على عينه ظفرة غليظة يمثل بالرجال لا ترد له راية حتى ينزل المدينة في دار يقال لها دار أبي الحسن الأموي و يبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد إلى مكة أميرها رجل من غطفان (إلى أن قال) و يبعث مائة و ثلاثين ألفا إلى الكوفة و ينزلون الروحاء  (1) في بعض الروايات و يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها الروحاء قريبا من كوفتكم و في معجم البلدأن الروحاء قرية من قرى بغداد و قرية بين مكة و المدينة . و الفاروق  (2) كذا في النسخة و الظاهر أنه الفاروث قرية على شاطئ دجلة بين واسط و المذار أما الفاروق فقرية من قرى إصطخر فارس و إرادتها لا تناسب المقام. فيسير منها ستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود عليه‏ السلام بالنخيلة فيهجمون عليهم يوم الزينة و أمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة الزوراء إليهم أمير في خمسة آلاف من الكهنة و يقتل على جسرها (أي الكوفة ) سبعين ألفا حتى تحتمي الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء و نتن الأجساد و يسبى من الكوفة سبعون ألف بكر لا يكف عنها كف و لا قناع حتى يوضعن في المحامل و يذهب بهن إلى الثوية و هي الغري.
     ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك و منافق حتى يقدموا دمشق لا يصدهم عنها صاد و هي إرم ذات العماد و تقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ليست بقطن و لا كتان و لا حرير مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق و توجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب أمامها شهرا حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم فبينا هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني و الخراساني يستبقان كأنهما فرسا رهان شعث عبر جرد و يخرج رجل من أهل نجران يستجيب للإمام فيكون أول النصارى إجابة فيهدم بيعته و يدق صليبه فيخرج بالموالي و ضعفاء الناس فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى فيكون مجمع الناس جميعا في الأرض كلها بالفاروق فيقتل يومئذ ما بين المشرق و المغرب ثلاثة آلاف ألف و ينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر يا أهل الهدى اجتمعوا و ينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق يا أهل الباطل اجتمعوا و من الغد عند الظهر تتلون الشمس تصفر فتصير سوداء مظلمة و يوم الثالث يفرق الله بين الحق و الباطل و تخرج دابة الأرض و تقبل الروم عند ساحل البحر عند كهف الفتية فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم معهم رجل يقال له مليخا و آخر حملاها و هما الشاهدان المسلمان للقائم عليه‏ السلام .
     الثلاثون ظهور نار بالكوفة
     (النعماني) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام في قوله تعالى سأل سائل بعذاب واقع قال تأويلها فيما يأتي عذاب يقع في الثوية يعني نارا حتى ينتهي إلى الكناسة كناسة بني أسد حتى تمر بثقيف لا تدع وترا لآل محمد إلا أحرقته و ذلك قبل خروج القائم عليه‏ السلام  (الثوية) موضع قرب الكوفة (و الكناسة ) محلة بالكوفة .
     الحادي و الثلاثون ظهور نار من المشرق
     (النعماني) بسنده عن الباقر عليه‏ السلام إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي  (3) الهردي الثوب المصبوغ بالهرد بالضم و هو الكركم الأصفر و طين أحمر يصبغ به و اسم لصبغ أصفر يسمى العروق و المناسب هنا إرادة الطين الأحمر لأن المصبوغ به هو الذي تشبهه النار و ما في البحار من جعله بالواو لا بالدال اشتباه و تصحيف. العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله
      (و بسنده عنه) عليه‏ السلام إذا رأيتم علامة في السماء نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي فعند ما {فعندها} فرج الناس و هي قدام القائم بقليل.
     الثاني و الثلاثون النار و الحمرة في السماء
      المفيد بسنده عن الصادق عليه‏ السلام يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر في السماء و حمرة تجلل السماء (الحديث) .
     الثالث و الثلاثون انبثاق الفرات
      المفيد بسنده عن الصادق عليه‏ السلام سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل في أزقة الكوفة .
     الرابع و الثلاثون كثرة القتل بين الحيرة و الكوفة
     (المفيد) بسنده عن جابر قلت لأبي جعفر عليه‏ السلام متى يكون هذا الأمر فقال أنى يكون ذلك يا جابر و لما يكثر القتل بين الحيرة و الكوفة   (النعماني) بسنده عن الباقر عليه‏ السلام لا يظهر القائم عليه‏ السلام إلى أن قال و يكون قتل بين الكوفة و الحيرة قتلاهم على سواء (الحديث)  (و في البحار ) على سواء أي في وسط الطريق »أقول«الظاهر أن المراد تساوي قتلاهم في العدد.
     الخامس و الثلاثون قتل رجل من الموالي بين الحيرة و الكوفة
     (النعماني) بأسانيده عن الباقر عليه‏ السلام في حديث ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة و الكوفة .
     السادس و الثلاثون هدم حائط مسجد الكوفة
     (النعماني) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام إذا هدم حائط مسجد الكوفة من مؤخرة مما يلي دار ابن مسعود فعند ذلك زال ملك بني فلان أما أن هادمه لا يبنيه  »المفيد« بسنده عن الصادق عليه‏ السلام إذا هدم حائط مسجد الكوفة مما يلي القائم عليه‏ السلام  و القوم و بنو فلان عبارة عن بني العباس و قد مر في الأمر الأول أن زوال ملكهم من العلامات و مر الجواب عن قوله و عند زواله خروج القائم عليه‏ السلام .
     السابع و الثلاثون خسف ببغداد و البصرة و قتل بالبصرة و خراب و فناء و خوف بالعراق
     »المفيد« بسنده عن الصادق عليه‏ السلام و ذكر بعض علامات المهدي إلى أن قال و خسف ببغداد و خسف ببلد البصرة و دماء تسفك بها و خراب دورها و فناء يقع في أهلها و شمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.
     الثامن و الثلاثون خراب البصرة
     و هو مروي عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام و قد مر في الأمر السابق أن من العلامات خراب دورها.
     التاسع و الثلاثون خراب الري
     (النعماني) بسنده عن كعب الأحبار قال و خراب الزوراء و هي الري و خسف المزورة و هي بغداد  (1) المشهور أن بغداد تسمى الزوراء و قد جعله في الخبر اسما للري و سمى بغداد المزورة . (الحديث) .
     الأربعون خروج الرايات السود من خراسان
     (غيبة الشيخ ) بسنده عن الباقر عليه‏ السلام تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة فإذا ظهر المهدي عليه‏ السلام بعث إليه بالبيعة  (النعماني) بسنده عن أبي جعفر عليه‏ السلام عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام انتظروا الفرج من ثلاث و عد منها الرايات السود من خراسان (و بسنده) عن معروف بن خربوذ ما دخلنا على أبي جعفر الباقر عليه‏ السلام قط إلا قال خراسان خراسان سجستان سجستان كأنه يبشرنا بذلك.
     الحادي و الأربعون خروج قوم بالمشرق
     النعماني بسنده عن الباقر عليه‏ السلام كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا و لا يدفعونها إلا إلى صاحبكم قتلاهم شهداء أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر.
     الثاني و الأربعون رفع اثنتي عشرة راية مشتبهة
      عن الصادق عليه‏ السلام لترفعن (يعني عند خروج المهدي عليه‏ السلام) اثنتا عشرة راية مشتبهة و لا يدري أي من أي فبكى الراوي و قال فكيف نصنع فنظر عليه‏ السلام إلى شمس داخلة في الصفة فقال و الله لأمرنا أبين من هذه الشمس.
     الثالث و الأربعون قيام قائم من أهل البيت بجيلان
     »النعماني« بسنده عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام في حديث و قام قائم منا بجيلان و أجابته الأبر  (2) قرية قرب أسترآباد . و الديلم
     الرابع و الأربعون حدث بين المسجدين و قتل خمسة عشر كبشا من العرب
     (المفيد) بسنده عن الرضا عليه‏ السلام إن من علامات الفرج حدثا يكون بين المسجدين و يقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب.
     (و المراد) بالمسجدين {و يقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب (و المراد) بالمسجدين} مسجدا مكة و المدينة بدليل قول الصادق عليه‏ السلام إن قدام هذا الأمر علامات حدث يكون بين الحرمين قيل ما الحدث قال عصبة تكون و يقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا (و المراد) بفلان و فلان رجل من ولد العباس لأن المتعارف في ذلك الوقت التعبير عن بني العباس ببني فلان كما في كثير من الروايات تقية.
     الخامس و الأربعون الاختلاف الشديد في الدين
     (غيبة الشيخ ) بسنده عن الحسن بن علي عليه‏ السلام لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض و يلعن بعضكم بعضا و يتفل بعضكم في وجه بعض و حتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض قلت ما في ذلك خير قال الخير كله في ذلك عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله.
     »علي بن إبراهيم« في تفسيره عن الباقر عليه‏ السلام في قوله تعالى أو يلبسكم شيعا قال هو الاختلاف في الدين و طعن بعضكم على بعض بعد ما ذكر الدجال و الصيحة و الخسف.
     السادس و الأربعون ظهور الفساد و المنكرات
     (إكمال الدين) بسنده عن محمد بن مسلم عن الباقر عليه‏ السلام في حديث قلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم قال إذا تشبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء و ركب ذوات الفروج السروج و قبلت شهادات الزور و ردت شهادات العدل و استخف الناس بالدماء و ارتكاب الزنا و أكل الربا و اتقي الأشرار مخافة ألسنتهم (إلى أن قال) و جاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه  (3) الظاهر رجوع الضمير الى القائم عليه‏ السلام و يحتمل رجوعه إلى علي عليه‏ السلام كما في بعض الروايات. و في شيعته فعند ذلك خروج قائمنا (الحديث) .
     (و بسنده) أن أمير المؤمنين عليه‏ السلام قال إن علامة خروج الدجال إذا أمات الناس الصلاة و أضاعوا الأمانة و استحلوا الكذب و أكلوا الربا و أخذوا الرشا و شيدوا البنيان و باعوا الدين بالدنيا و استعملوا السفهاء و شاوروا النساء و قطعوا الأرحام و اتبعوا الأهواء و استخفوا بالدماء و كان الحلم ضعفا و الظلم فخرا و كان الأمراء فجرة و الوزراء ظلمة و العرفاء خونة و القراء فسقة و ظهرت شهادات الزور و استعلن الفجور و قول البهتان و الإثم و الطغيان و حليت المصاحف و زخرفت المساجد و طولت المنار و أكرم الأشرار و ازدحمت الصفوف و اختلفت الأهواء و نقضت العقود و اقترب الموعود و شارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا و علت أصوات الفساق و استمع منهم و كان زعيم القوم أرذلهم و اتقي الفاجر مخافة شره و صدق الكاذب و اؤتمن الخائن و اتخذت القيان و المعازف و لعن آخر هذه الأمة أولها و ركب ذوات الفروج السروج و تشبه النساء بالرجال و الرجال بالنساء و شهد الشاهد من غير أن يستشهد و شهد الآخر قضاء الذمام بغير حق و تفقه لغير الدين و آثروا عمل الدنيا على الآخرة و لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب و قلوبهم أنتن من الجيف و أمر من الصبر فعند ذلك الوحا الوحا العجل العجل خير المساكن يومئذ بيت المقدس ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه (الحديث)
     »الكليني« في روضة الكافي بسنده عن الصادق عليه‏ السلام في حديث قال ألا تعلم أن من انتظر أمرنا و صبر على ما يرى من الأذى و الخوف هو غدا في زمرتنا فإذا رأيت الحق قد مات و ذهب أهله و الجور قد شمل البلاد و القرآن قد خلق و أحدث فيه ما ليس فيه و وجه على الأهواء و الدين قد انكفأ كما ينكفئ الإناء و أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق و الشر ظاهرا لا ينهى عنه و يعذر أصحابه و الفسق قد ظهر و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء و المؤمن صامتا لا يقبل قوله و الفاسق يكذب و لا يرد عليه كذبه و فريته و الصغير يستحقر الكبير و الأرحام قد تقطعت و من يمتدح بالفسق يضحك منه و لا يرد عليه قوله و الغلام يعطي ما تعطي المرأة و النساء يتزوجن النساء و الثناء قد كثر و الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهي و لا يؤخذ على يديه و الناظر يتعوه بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد و الجار يؤذي جاره و ليس له مانع و الكافر فرحا لما يرى في المؤمن مرحا لما يرى في الأرض من الفساد و الخمور تشرب علانية و يجتمع عليها من لا يخاف الله عز و جل و الآمر بالمعروف ذليلا و الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا.
     و أصحاب الآيات (الآثار خ ل) يحقرون و يحتقر من يحبهم و سبيل الخير منقطعا و سبيل الشر مسلوكا و بيت الله قد عطل و يؤمر بتركه و الرجل يقول ما لا يفعله و النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال و التأنيث في ولد العباس قد ظهر و أظهروا الخضاب و امتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها و كان صاحب المال أعز من المؤمن و الربا ظاهرا لا يعير به و الزنا يمتدح به النساء و رأيت أكثر الناس و خير بيت من يساعد النساء على فسقهن و المؤمن محزونا محتقرا ذليلا و البدع و الزنا قد ظهر و الناس يعتدون بشاهد الزور و الحرام يحلل و الحلال يحرم و الدين بالرأي و عطل الكتاب و أحكامه و الليل لا يستخفى به من الجرأة على الله و المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه و العظيم من المال ينفق في سخط الله عز و جل و الولاة يقربون أهل الكفر و يباعدون أهل الخير و يرتشون في الحكم و الولاية قبالة لمن زاد و المرأة تقهر زوجها و تعمل ما لا يشتهي و تنفق على زوجها و القمار قد ظهر و الشراب يباع ظاهرا ليس عليه مانع و الملاهي قد ظهرت يمر بها لا يمنعها أحد أحدا و لا يجترئ أحد على منعها و الشريف يستذله الذي يخاف سلطانه و الزور من القول يتنافس فيه و القرآن قد ثقل على الناس استماعه و خف على الناس استماع الباطل و الجار يكرم الجار خوفا من لسانه و الحدود قد عطت {عطلت} و عمل فيها بالأهواء و المساجد قد زخرفت و أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب و الشر قد ظهر و السعي بالنميمة و البغي قد فشا و الغيبة تستملح و يبشر بها الناس بعضهم بعضا و طلب الحج و الجهاد لغير الله و السلطان يذل للكافر المؤمن و الخراب قد أديل من العمران و الرجل معيشته من بخس المكيال و الميزان و سفك الدماء يستخف بها و الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا و يشهر نفسه بخبث اللسان ليتقي و تسند إليه الأمور و الصلاة قد استخف بها و الرجل عنده المال الكثير لم يزكه منذ ملكه و الهرج قد كثر و الرجل يمسي نشوان و يصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه و البهائم يفرس بعضا {بعضها} بعضا و الرجل يخرج إلى مصلاه و يرجع و ليس عليه شي‏ء من ثيابه و قلوب الناس قد قست و جمدت أعينهم و ثقل الذكر عليهم و السحت قد ظهر يتنافس فيه و المصلي إنما يصلي ليراه الناس و الفقيه يتفقه لغير الدين بطلب الدنيا و الرئاسة و الناس مع من غلب و طالب الحلال يذم و يعير و طالب الحرام يمدح و يعظم.
     و الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله لا يمنعهم مانع و لا يحول بينهم و بين العمل القبيح أحد و المعازف ظاهرة في الحرمين و الرجل يتكلم بشي‏ء من الحق و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول هذا عنك موضوع و الناس ينظر بعضهم إلى بعض و يقتدون بأهل الشر و مسلك الخير و طريقه خاليا لا يسلكه أحد و الميت يمر به فلا يفزع له أحد و كل عام يحدث فيه من البدعة و الشر أكثر مما كان و الخلق و المجالس لا يتابعون إلا الأغنياء و المحتاج يعطي على الضحك به و يرحم لغير وجه الله و الآيات في السماء لا يفزع لها أحد و الناس يتسافدون كما تتسافد البهائم لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس و الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله و يمنع اليسير في طاعة الله و العقوق قد ظهر و استخف بالوالدين و كانا من اسوأ الناس حالا عند الولد و يفرح بأن يفتري عليهما و النساء قد غلبن على الملك و غلبن على كل أمر لا يؤتى إلا ما لهن فيه هوى.
     و ابن الرجل يفتري على أبيه و يعلو على والديه و يفرح بموتهما و الرجل إذا مر به يوم و لم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر يرى كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره و السلطان يحتكر الطعام و أموال ذوي القربى تقسم في الزور و يتقامر بها و يشرب بها الخمور و الخمر يتداوى بها و توصف للمريض و يستشفى بها و الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ترك التدين به و رياح المنافقين و أهل النفاق دائمة و رياح أهل الحق لا تحرك و الأذان بالأجر و الصلاة بالأجر و المساجد محتشية ممن لا يخاف الله مجتمعون فيها للغيبة و أكل لحوم أهل الحق و يتواصفون فيها شراب المسكر و السكران يصلي بالناس فهو لا يعقل و لا يشان بالسكر و إذا سكر أكرم و اتقي و خيف و ترك لا يعاقب و يعذر بسكره و من أكل أموال اليتامى يحدث بصلاحه و القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله و الولاة يأتمنون الخونة للطمع و الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق و الجرأة على الله يأخذون منهم و يخلونهم و ما يشتهون و المنابر يؤمر عليها بالتقوى و لا يعمل القائل بما يأمر و الصلاة قد استخف بأوقاتها و الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله و تعطي لطلب الناس و الناس همهم بطونهم و فروجهم لا يبالون بما أكلوا و بما نكحوا و الدنيا مقبلة عليهم و أعلام الحق قد درست فكن على حذر و اطلب من الله عز و جل النجاة (الحديث) .
     السابع و الأربعون عض الزمان و جفاء الإخوان و ظلم السلطان و خروج زنديق من قزوين
     (غيبة الشيخ ) بسنده عن محمد بن الحنفية قيل له قد طال هذا الأمر حتى متى فحرك رأسه ثم قال أنى يكون ذلك و لم يعض الزمان و لم يجف الإخوان و لم يظلم السلطان و لم يقم الزنديق من قزوين فيهتك ستورها و يكفر صدورها و يغير سورها و يذهب بهجتها من فر منه أدركه و من حاربه قتله و من اعتزله افتقر و من تابعه كفر حتى يقوم باكيان باك يبكي على دينه و باك يبكي على دنياه (و قال) روي عن النبي صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي يسرع الناس إلى طاعته المشرك و المؤمن يملأ الجبال خوفا.
     الثامن و الأربعون السنون الخداعة
     (النعماني) بسنده عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام إن بين يدي القائم سنين خداعة يكذب فيها الصادق و يصدق فيها الكاذب و يقرب فيها الماحل (و في حديث) و ينطق فيها الرويبضة (و  عن النهاية ) في حديث أشراط الساعة و أن ينطق الرويبضة في أمر العامة قيل و ما الرويبضة يا رسول الله فقال الرجل التافه و هو تصغير الرابضة أي العاجز الرابض عن معالي الأمور القاعد عن طلبها و التاء للمبالغة و التافه الخسيس الحقير (و فسر) الصادق عليه‏ السلام الماحل بالمكار من قوله تعالى و هو شديد المحال يريد المكر.
     التاسع و الأربعون الجوع و الخوف و القحط و القتل و الطاعون و الجراد و الزلازل و الفتن و نقص الأموال و الأنفس و الثمرات
     (النعماني) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام لا بد أن يكون قدام القائم سنة تجوع فيها الناس و يصيبهم خوف شديد من القتل و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات فإن ذلك في كتاب الله لبين ثم تلا و لنبلونكم بشي‏ء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين
     (و بسنده) أن جابر الجعفي سأل الباقر عليه‏ السلام عن هذه الآية فقال ذلك خاص و عام فأما الخاص من الجوع بالكوفة يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم و أما العام فبالشام يصيبهم خوف و جوع ما أصابهم مثله قط و أما الجوع فقبل قيام القائم و أما الخوف فبعد قيامه  (قال المفيد ) و في حديث محمد بن مسلم سمعت أبا عبد الله عليه‏ السلام يقول إن قدام القائم بلوى من الله قلت و ما هي جعلت فداك فقرأ و لنبلونكم (الآية) ثم قال الخوف من ملوك بني فلان و الجوع من غلاء الأسعار و نقص الأموال من كساد التجارات و قلة الفضل فيها و نقص الأنفس بالموت الذريع و نقص الثمرات بقلة ريع الزرع و قلة بركة الثمار ثم قال و بشر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه‏ السلام  (المفيد) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام أن قدام القائم لسنة غيداقة  (1) الظاهر أن المراد بالغيداقة الكثيرة المطر الذي بسبب كثرته تفسد الثمار و التمر لأنه يوجب اجتماع المياه حول الأشجار و بقاءها مدة طويلة. يفسد فيها الثمار و التمر في النخل فلا تشكوا في ذلك.
     (و قال) أمير المؤمنين عليه‏ السلام بين يدي القائم عليه‏ السلام موت أحمر و موت أبيض و جراد في حينه و جراد في غير حينه كألوان الدم فأما الموت الأحمر فالسيف و أما الموت الأبيض فالطاعون (و روي) حتى يذهب من كل سبعة خمسة (و روي) حتى يذهب ثلثا الناس و يمكن الجمع بوقوع ذلك كله على التدريج (و عن الصادق عليه‏ السلام ) لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس (و قال) الباقر عليه‏ السلام لا يقوم القائم إلا على خوف شديد و فتنة و بلاء و طاعون قبل ذلك و سيف قاطع بين العرب و اختلاف شديد في الناس و تشتت في دينهم و تغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا و مساء من عظم ما يرى من كلب الناس و أكل بعضهم بعضا فخروجه إذا خرج يكون عند اليأس و القنوط من أن يروا فرجا.
     الخمسون اشتداد الحاجة و الفاقة و إنكار الناس بعضهم بعضا
     (تفسير علي بن إبراهيم ) عن أبي جعفر عليه‏ السلام إذا اشتدت الحاجة و الفاقة و أنكر الناس بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا هذا الأمر صباحا و مساء فقيل الحاجة و الفاقة قد عرفناها فما إنكار الناس بعضهم بعضا قال يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه به و يكلمه بغير الكلام الذي كان يكلمه به.
     الحادي و الخمسون تمييز أهل الحق و تمحيصهم
     (المفيد) بسنده عن الرضا عليه‏ السلام قال لا يكون ما تمدن إليه أعناقكم حتى تميزوا و تمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل ثم قرأ  (الم أ حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون)  و الظاهر أن المراد بذلك ارتداد الكثير عن الدين حتى لا يبقى إلا القليل و هم الخالصو الإيمان.
     الثاني و الخمسون تمييز أولياء الله و تطهير الأرض من المنافقين
     »مجالس المفيد« بسنده عن حذيفة بن اليمان سمعت رسول الله صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله يقول يميز الله أولياءه و أصفياءه حتى يطهر الأرض من المنافقين و الضالين و أبناء الضالين و حتى تلتقي بالرجل يومئذ خمسون امرأة هذه تقول يا عبد الله اشترني و هذه تقول يا عبد الله آوني.  (2) هذا الحديث و إن لم يصرح فيه بأن ذلك من علامات المهدي إلا أن العلماء ذكروه في عدادها و سياقه يدل على ذلك.
     الثالث و الخمسون الفتن و المسخ
     (المفيد) بسنده عن الكاظم عليه‏ السلام في قوله عز و جل سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق قال الفتن في الآفاق و المسخ في أعداء الحق  (النعماني) بسنده سئل الصادق عليه‏ السلام عن قوله تعالى عذاب الخزي في الحياة الدنيا فقال أي خزي أخزى من أن يكون الرجل في بيته وسط عياله إذ شق أهله الجيوب عليه و صرخوا فيقول الناس ما هذا فيقال مسخ فلان الساعة قيل قبل قيام القائم أو بعده قال بل قبله.
     الرابع و الخمسون خلع العرب أعنتها
     و هو كناية عن خروجها عن طاعة ملوكها و فعلها ما تشاء و مر في الأمر الأول أنه قيل للصادق عليه‏ السلام متى فرج شيعتكم فعد أشياء ثم قال و خلعت العرب أعنتها.
     الخامس و الخمسون بيعة الصبي و رفع كل ذي صيصية صيصيته
     الصيصية ما يمتنع به من قرن و نحوه و هو كناية عن أن كل من له أدنى قوة يطلب الملك و الإمارة و يحتمل أن يراد رفع البناء و تعليته و مر في الأمر الأول أنه قيل للصادق عليه‏ السلام متى فرج شيعتكم فعد أشياء (إلى أن قال) و رفع كل ذي صيصية صيصيته (و روي) إذا ظهرت بيعة الصبي قام كل ذي صيصية بصيصيته.
     السادس و الخمسون كثرة التولية و العزل
     (النعماني) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا و قد ولوا على الناس حتى لا يقول قائل إنا لو ولينا لعدلنا ثم يقوم القائم بالحق و العدل.
     السابع و الخمسون النداء من السماء باسم القائم
     و قد جاءت به روايات كثيرة و عبر عنه بالنداء و بالصيحة و بالفزعة (و رواه) المنصور الدوانيقي عن الباقر عليه‏ السلام و قال لا بد من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب من ولد فاطمة عليها السلام فإذا كان فنحن أول من يجيبه لأنه إلى رجل من بني عمنا و لو لا أني سمعته من أبي جعفر محمد بن علي و حدثني به أهل الأرض كلهم ما قبلته منهم لكنه محمد بن علي (و المستفاد) من الأخبار أن هذا النداء يكون أربع مرات:
     (المرة الأولى) في رجب  (روى) النعماني و الطوسي في غيبتيهما بأسانيدهما عن الحميري و غيره عن الرضا عليه‏ السلام في حديث لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة و وليجة و ذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء و أهل الأرض كأني بهم أسر ما يكونون و قد نودوا نداء أسمعه من بعد كما يسمعه من قرب يكون رحمة للمؤمنين و عذابا على الكافرين ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء صوتا منها ألا لعنة الله على الظالمين و الصوت الثاني أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين و الصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس هذا أمير المؤمنين قد ذكر {كر} في هلاك الظالمين (و في رواية الحميري ) و الصوت بدن يرى في قرن الشمس يقول أن الله بعث فلانا فأسمعوا له و أطيعوا فعند ذلك يأتي الناس الفرج و تود الناس لو كانوا أحياء و يشفي الله صدور قوم مؤمنين.
     (المرة الثانية) النداء بعد مبايعته بين الركن و المقام كما مر في الأمر السادس و هذا يكون في شهر رمضان ليلة ثلاث و عشرين في ليلة جمعة ينادي جبرئيل من السماء باسم القائم و اسم أبيه أن فلان بن فلان هو الإمام (و في رواية) أيها الناس إن أميركم فلان و ذلك هو المهدي (و روي) باسمه و اسم أبيه و أمه بصوت يسمعه من بالمشرق و المغرب و أهل الأرض كلهم كل قوم بلسانهم اسمه اسم نبي حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها و أخاها على الخروج و لا يبقى راقد إلا استيقظ و لا قائم إلا قعد و لا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك (و روي) الفزعة في شهر رمضان آية تخرج الفتاة من خدرها و توقظ النائم و تفزع اليقظان (و في رواية) صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان و توقظ النائم و تخرج الفتاة من خدرها.
     (و قال الباقر عليه‏ السلام) الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان و هي صيحة جبرئيل (و روي) ينادي أن الأمر لفلان بن فلان ففيم القتال (أو) فيم القتل (أو) فيم القتل و القتال صاحبكم فلان و لا يبعد أن يكون هذا نداء آخر كالذي يأتي بعده  (تفسير علي بن إبراهيم ) بسنده عن أبي جعفر عليه‏ السلام في قوله تعالى  (و لو ترى إذ فزعوا)  قال من الصوت و ذلك الصوت من السماء (الحديث) .
     (المرة الثالثة) النداء باسم القائم يا فلان بن فلان قم رواه النعماني بسنده عن الصادق عليه‏ السلام  و الظاهر أنه غير الندائين السابقين.
     (المرة الرابعة) نداء جبرئيل و نداء إبليس  (روي) أنه ينادي جبرئيل من السماء أول النهار ألا أن الحق مع علي و شيعته ثم ينادي إبليس من الأرض في آخر النهار ألا أن الحق مع فلان (رجل من بني أمية ) و شيعته (و روي) ألا أن الحق في السفياني و شيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون كما نادى إبليس برسول الله صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله ليلة العقبة (و روي) هما صيحتان صيحة في أول الليل و صيحة في آخر الليلة الثانية و يمكن الجمع بوقوع الندائين نداء في الليل و نداء في النهار (و قال) الباقر عليه‏ السلام لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم صوت جبرئيل من السماء و صوت إبليس من الأرض فاتبعوا الأول و إياكم و الأخير أن تفتنوا به (و في رواية) بعد ذكر العلامات فان أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه و أمره.
     (و عن) الصادق عليه‏ السلام أشهد أني قد سمعت أبي عليه‏ السلام‏يقول و الله إن ذلك (يعني النداء باسم القائم ) في كتاب الله عز و جل لبين حيث يقول إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين فلا يبقى يومئذ في الأرض أحد إلا خضع و زلت رقبته لها (إلى أن قال) فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء ثم ينادي (الحديث)  (و في رواية) إذا سمعوا الصوت أصبحوا و كأنما على رءوسهم الطير (و سأل) زرارة الصادق عليه‏ السلام فقال النداء خاص أو عام قال عام يسمعه كل قوم بلسانهم فقال فمن يخالف القائم و قد نودي باسمه فقال لا يدعهم إبليس حتى ينادي فيشكك الناس (و سأله أيضا) فقال فمن يعرف الصادق من الكاذب فقال يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا و يقولون أنه يكون قبل أن يكون و يعلمون أنهم هم المحقون الصادقون (و سأله) هشام بن سالم فقال و كيف تعرف هذه من هذه أي الصيحتان فقال يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون.
     الثامن و الخمسون قتل النفس الزكية
      عن الباقر عليه‏ السلام أن المهدي حينما يخرج يبعث رجلا من أصحابه إلى أهل مكة يدعوهم إلى نصرته فيذبحونه بين الركن و المقام و هي النفس الزكية.
     (إكمال الدين) بسنده عن محمد بن مسلم أنه قال للباقر عليه‏ السلام متى يظهر قائمكم فذكر علامات إلى أن قال و قتل غلام من آل محمد بين الركن و المقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية »و بسنده«عن إبراهيم الحريري النفس الزكية غلام من آل محمد اسمه محمد بن الحسن يقتل بلا جرم و لا ذنب فإذا قتلوه لم يبق لهم في السماء عاذر و لا في الأرض ناصر فعند ذلك يبعث الله قائم آل محمد في عصبة لهم أدق في أعين الناس من الكحل فإذا خرجوا بكى الناس لهم لا يرون إلا أنهم يختطفون يفتح الله لهم مشارق الأرض و مغاربها ألا و هم المؤمنون حقا ألا أن خير الجهاد في آخر الزمان
     »غيبة الشيخ« بسنده عن عمار بن ياسر و ذكر علامات خروج المهدي عليه‏ السلام إلى أن قال فعند ذلك يقتل النفس الزكية و أخوه بمكة ضيعة »الحديث«  »المفيد« بسنده عن الباقر عليه‏ السلام ليس بين قيام القائم عليه‏ السلام و قتل النفس الزكية أكثر من خمس عشرة ليلة  »غيبة النعماني« بسنده عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام في حديث أ لا أخبركم بآخر ملك بني فلان قلنا بلى يا أمير المؤمنين قال قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام عن قوم من قريش و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة قلنا هل قبل هذا من شي‏ء أو بعده من شي‏ء فقال صيحة في شهر رمضان الحديث.
     التاسع و الخمسون كسوف الشمس و القمر في غير وقته
     (المفيد) بسنده عن الباقر عليه‏ السلام قال آيتان تكونان قبل القائم عليه‏ السلام كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان و خسوف القمر في آخره فقيل له تكسف الشمس في نصف الشهر و القمر في آخره فقال أنا أعلم بما قلت أنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه‏ السلام »و في رواية« خسوف القمر لخمس»و في أخرى« انكساف القمر لخمس تبقى و الشمس لخمس عشرة و ذلك في شهر رمضان (و في رواية) كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة و أربع عشرة منه»و في رواية« تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم.
     الستون ركود الشمس و خروج صدر و وجه في عين الشمس
     »المفيد« بسنده عن الباقر عليه‏ السلام في قوله تعالى إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قال سيفعل الله ذلك بهم قلت و من هم قال بنو أمية و شيعتهم قلت و ما الآية قال ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر و خروج صدر رجل و وجهه في عين الشمس يعرف بحسبه و نسبه و ذلك في زمان السفياني و عندها يكون بواره و بوار قومه
     »غيبة الطوسي« بسنده عن علي بن عبد الله بن عباس لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية و مر في الأمر السابع و الخمسين يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس أو يرى بدن في قرن الشمس.
     الحادي و الستون وجه يطلع في القمر و كف من السماء
     »النعماني« بسنده عن الصادق عليه‏ السلام العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجل قلت و ما هي قال وجه يطلع في القمر و يد بارزة (و بسنده) عن الصادق عليه‏ السلام أنه عد من المحتوم النداء و السفياني و قتل النفس الزكية و كف يطلع من السماء و فزعة في شهر رمضان و مر في الأمر الحادي عشر و كف يقول هذا و هذا.
     الثاني و الستون طلوع كوكب مذنب
     رواه صاحب كفاية النصوص بسنده عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام و مر في العلامات التي ذكرها المفيد و طلوع نجم بالمشرق يضي‏ء كما يضي‏ء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه لكن الظاهر أنه غيره.
     الثالث و الستون اشتداد الحر
     (النعماني) بسنده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر سمعت الرضا عليه‏ السلام يقول قبل هذا الأمر يبوح فلم أدر ما اليبوح حتى حججت فسمعت أعرابيا يقول هذا يوم يبوح فقلت له ما اليبوح فقال الشديد الحر.
     الرابع و الستون عدم بقاء صنف من الناس إلا قد ولوا
     (النعماني) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا قد ولوا حتى لا يقول قائل إنا لو ولينا لعدلنا ثم يقوم القائم بالحق و العدل (و عنه عليه‏ السلام) أن دولتنا آخر الدول و لم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء و هو قول الله عز و جل و العاقبة للمتقين.
     الخامس و الستون موت خليفة
      عن الصادق عليه‏ السلام بينا الناس وقوف بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة يكون عند موته فرج آل محمد و فرج الناس جميعا.
     السادس و الستون قتل خليفة و خلع خليفة و استخلاف ابن السبية
     (النعماني) بسنده عن حذيفة بن اليمان يقتل خليفة ما له في السماء عاذر و لا في الأرض ناصر و يخلع خليفة حتى يمشي على وجه الأرض ليس له من الأمر شي‏ء و يستخلف ابن السبية (الحديث) .
     السابع و الستون أربع و عشرون مطرة
     (المفيد) بسنده عن سعيد بن جبير قال أن السنة التي يقوم فيها المهدي عليه‏ السلام تمطر الأرض أربعا و عشرين مطرة ترى آثارها و بركاتها.
     الثامن و الستون المطر في جمادى الآخرة و رجب
     (المفيد) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام إذا آن قيام القائم مطر الناس جمادى الآخرة و عشرة أيام من رجب مطرا لم ير الخلائق مثله فينبت الله به لحوم المؤمنين و أبدانهم في قبورهم فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب (أقول) و الظاهر أن هؤلاء أنصار القائم عليه‏ السلام الذين يبعثون من قبورهم عند قيامه ليكونوا من أنصاره.
     التاسع و الستون خروج دابة الأرض و الدجال و الدخان و نزول عيسى عليه‏ السلام و طلوع الشمس من مغربها
     (تفسير علي بن إبراهيم ) عن الباقر عليه‏ السلام في قوله تعالى إن الله قادر على أن ينزل آية و سيريك في آخر الزمان آيات منها دابة الأرض و الدجال و نزول عيسى ابن مريم و طلوع الشمس من مغربها (و في قوله تعالى) قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال هو الدجال و الصيحة »أو من تحت أرجلكم« و هو الخسف»أو يلبسكم شيعا«و هو اختلاف في الدين و طعن بعضكم على بعض  (و يذيق بعضكم بأس بعض)  و هو أن يقتل بعضكم بعضا و كل هذا في أهل القبلة.
     (غيبة الشيخ ) بسنده عن أمير المؤمنين عليه‏ السلام عن النبي صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله عشر قبل الساعة لا بد منها السفياني و الدجال و الدخان و الدابة و خروج القائم و طلوع الشمس من مغربها و نزول عيسى و خسف بجزيرة العرب و نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.
     »إكمال الدين« بسنده عن الباقر عليه‏ السلام في حديث و ينزل روح الله عيسى ابن مريم عليه‏ السلام فيصلي خلفه أي خلف القائم (الحديث)  (و بسنده) أن أمير المؤمنين عليه‏ السلام قال أن علامة خروج الدجال إذا أمات الناس الصلاة و ذكر عدة أمور منكرة فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال يا أمير المؤمنين من الدجال فقال صائد بن الصيد يخرج من بلدة بإصفهان من قرية تعرف باليهودية عينه اليمنى ممسوحة و الأخرى في جبهته تضي‏ء كأنها كوكب الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل كاتب و أمي يخوض البحار و تسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان و خلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر  (1) القمرة بالضم لون يميل إلى الخضرة أو بياض فيه كدرة . خطوة حماره ميل تطوى له الأرض منهلا منهلا لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن و الإنس و الشياطين يقول إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى و قدر فهدى أنا ربكم الأعلى و كذب عدو الله أنه لأعور يطعم الطعام و يمشي في الأسواق و أن ربكم عز و جل ليس بأعور و لا يطعم و لا يمشي و لا يزول ألا و أن أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا و أصحاب الطيالسة الخضر يقتله الله عز و جل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق  (2) في القاموس أفيق قرية بين حوران و الغور و منه عقبة أفيق . لثلاث ساعات من يوم الجمعة على يد من يصلي المسيح عيسى ابن مريم خلفه (يعني المهدي عليه‏ السلام) و يأتي في المجلس الرابع عشر أن المهدي يظفر بالدجال و يصلبه على كناسة الكوفة.
     (و يمكن) الجمع بأنه يقتله على عقبة أفيق و يصلب جثته على كناسة الكوفة و الله أعلم ثم قال أمير المؤمنين عليه‏ السلام ألا أن بعد ذلك الطامة الكبرى قيل و ما ذلك يا أمير المؤمنين قال خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان و عصى موسى تطبع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن حقا و تضع على وجه كل كافر فتكتب فيه هذا كافر حقا حتى أن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر و إن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عز و جل بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل و لا عمل يرفع و لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا (الحديث) .
     في ذكر السنة التي يخرج فيها المهدي و اليوم الذي يخرج فيه و المكان الذي يخرج فيه و ما يفعله بعد خروجه و أين يقيم و هيئته بحسب السن و مدة ملكه و ما تكون عليه الأرض و من عليها من الناس و سيرته عند قيامه و طريقة أحكامه و ما يبينه الله تعالى من آياته.


فأما السنة التي يخرج فيها
     فروى المفيد بسنده عن الصادق عليه‏ السلام لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع (و عن) الباقر عليه‏ السلام يقوم القائم عليه‏ السلام في وتر من السنين تسع واحدة ثلاث خمس

و أما اليوم الذي يخرج فيه
     فروى المفيد بسنده عن الصادق عليه‏ السلام ينادي باسم القائم في ليلة ثلاث و عشرين (أي من شهر رمضان كما في الروايات الأخر) و يقوم في يوم عاشوراء و هو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي لكأني به في اليوم العاشر من المحرم قائما بين الركن و المقام جبرئيل عن يمينه ينادي البيعة لله فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طيا حتى يبايعوه فيملأ الله به الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
     (الخصال) بسنده عن الصادق عليه‏ السلام يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة (الخبر) (و في رواية) يوم السبت (و يمكن) الجمع بأن ابتداء خروجه يوم الجمعة و ظهوره بين الركن و المقام و مبايعته يوم السبت كما يؤمي إليه قول الباقر عليه‏ السلام كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن و المقام بين يديه جبرئيل ينادي البيعة لله (الحديث)   »مهذب ابن فهد و غيره«بأسانيدهم عن الصادق عليه‏ السلام يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت و ولاة الأمر و يظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة.

 (و أما المكان الذي يخرج فيه) و ما يفعله بعد خروجه و محل إقامته و هيئته بحسب السن
     (فالمروي) كما مر في علامات الظهور أن السفياني بعد ما يخرج من وادي اليابس بفلسطين و يملك دمشق و فلسطين و الأردن و حمص و حلب و قنسرين و يخرج بالشام الأصهب و الأبقع يطلبان الملك فيقتلهما السفياني لا يكون له همة إلا آل محمد و شيعتهم فيبعث جيشين أحدهما إلى المدينة و الآخر إلى العراق.
     (أما جيش المدينة ) فيأتي إليها و المهدي بها و ينهبها ثلاثا فيخرج المهدي إلى مكة فيبعث أمير جيش السفياني خلفه جيشا إلى مكة فيخسف بهم في البيداء.
     (و أما جيش العراق ) فيأتي الكوفة و يصيب من شيعة آل محمد قتلا و صلبا و سبيا و يخرج من الكوفة متوجها إلى الشام فتلحقه راية هدى من الكوفة فتقتله كله و تستنقذ ما معه من السبي و الغنائم.
     (أما المهدي عليه‏ السلام) فبعد أن يصل إلى مكة يجتمع عليه أصحابه و هم ثلثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدة أهل البدر فإذا اجتمعت له هذه العدة أظهر أمره فينتظر بهم يومه بذي طوى و يبعث رجلا من أصحابه إلى أهل مكة يدعوهم فيذبحونه بين الركن و المقام و هو النفس الزكية فيبلغ ذلك المهدي فيهبط بأصحابه من عقبة ذي طول حتى يأتي المسجد الحرام فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات و يسند ظهره إلى الحجر الأسود و يخطب في الناس و يتكلم بكلام لم يتكلم به أحد (و روي) أن أول ما ينطق به هذه الآية بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ثم يقول أنا بقية الله في أرضه.
     (و في رواية) يقوم بين الركن و المقام فيصلي و ينصرف و معه وزيره و قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا فينادي يا أيها الناس إنا نستنصر الله و من أجابنا من الناس أو و كل مسلم على من ظلمنا و إنا أهل بيت نبيكم محمد و نحن أولى الناس بالله و بمحمد صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم و من حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح و من حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم و من حاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد و من حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين أ ليس الله يقول في محكم كتابه‏إن الله اصطفى آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم ألا و من حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ألا و من حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله فيبايعه أصحابه الثلاثمائة و ثلاثة عشر بين الركن و المقام فإذا كمل له العقد و هو عشرة آلاف خرج بهم من مكة.
     (و روي) أنه إذا خرج لا يبقى في الأرض معبود دون الله عز و جل من صنم و غيره إلا وقعت فيه نار فاحترق و ذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب و يؤمن به (و روي) أنه يخرج من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله سيفه و درعه و عمامته و برده و رايته و قضيبه و فرسه و لامته و سرجه فيتقلد سيفه ذا الفقار و يلبس درعه السابغة و ينشر رايته السحاب و يلبس البردة و يعتم بالعمامة و يتناول القضيب بيده و يستأذن الله في ظهوره (و روي) أن له علما إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و أنطقه الله عز و جل و نادى اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله و له سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده و أنطقه الله عز و جل فناداه اخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله (ثم) يستعمل على مكة و يسير إلى المدينة فيبلغه أن عامله بمكة قتل فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ثم يرجع إلى المدينة فيقيم بها ما شاء. (و في رواية) أنه يبعث جيشا إلى المدينة فيأمر أهلها فيرجعون إليها ثم يخرج حتى يأتي الكوفة فينزل على نجفها ثم يفرق الجنود منها في الأمصار.
     (قال الباقر عليه‏ السلام ) كأني بالقائم على نجف الكوفة و قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و المؤمنون بين يديه و هو يفرق الجنود في البلاد (و ذكر عليه‏ السلام) المهدي فقال يدخل الكوفة و بها ثلاث رايات قد اضطربت و تصفو له و يدخل حتى يأتي المنبر فلا يدري الناس ما يقول من البكاء فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة فيأمر أن يخط له مسجد على الغري و يصلي بهم هناك.
     (و عن الباقر عليه‏ السلام ) إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب و يهدم قصورها و يقتل مقاتلتها حتى يرضي الله عز و علا ثم يسير من الكوفة إلى الشام و السفياني يومئذ بوادي الرملة فيلتقون و يقتل السفياني و من معه حتى لا يدرك منهم مخبر.
     (قال) الجواد عليه‏ السلام و لا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضي الله قيل و كيف يعلم أن الله قد رضي قال يلقى في قلبه الرحمة و يخرج اللات و العزى فيحرقهما ثم يرجع إلى الكوفة فيكون منزله بها (قال) الباقر عليه‏ السلام ثم يأمر من يحفر من مشهد الحسين عليه‏ السلام نهرا يجري إلى الغريين حتى ينزل المساء في النجف و يعمل على فوهته القناطر و الأرحاء فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء. (و عن) الصادق عليه‏ السلام أنه ذكر مسجد السهلة فقال أما أنه منزل صاحبكم إذا قدم بأهله (و عنه عليه‏ السلام) إذا قام قائم آل محمد بنى في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب و اتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء.
     (و عن) الرضا عليه‏ السلام أنه إذا خرج يكون شيخ السن شاب المنظر يحسبه الناظر ابن أربعين سنة أو دونها و لا يهرم بمرور الأيام و الليالي عليه حتى يأتي أجله و يكون منزله بالكوفة فلا يترك عبدا مسلما إلا اشتراه و أعتقه و لا غارما إلا قضى دينه و لا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها و لا يقتل منهم عبد إلا أدى ثمنه دية مسلمة إلى أهله و لا يقتل قتيل إلا قضى عنه ديته و الحق عياله في العطاء حتى يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و عدوانا و يسكن هو و أهل بيته الرحبة و الرحبة إنما كانت مسكن نوح و هي أرض طيبة و لا يسكن الرجل من آل محمد إلا بارض طيبة زاكية فهم الأوصياء الطيبون.

و أما مدة ملكه عليه‏ السلام
    فالمروي من طريق أهل السنة كما مر في تضاعيف الأخبار التي نقلناها من طرقهم فيما تقدم أنه يملك أو يلبث سبعا (و روي) يملك سبعا أو عشرا (و روي) يملك عشرين سنة (و روي) يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا (و روي) يعيش سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين (و روي) يلبث ستا أو سبعا أو ثماني أو تسع سنين (أما المروي) من طرق الشيعة » فعن الصادق عليه‏ السلام« أنه يملك سبع سنين تطول له الأيام حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه»و نحوه«  عن الباقر عليه‏ السلام فقيل له جعلت فداك فكيف تطول السنون قال يأمر الله الفلك باللبوث و قلة الحركة فتطول الأيام لذلك و السنون قيل له إنهم يقولون إن الفلك إن تغير فسد قال ذلك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك و قد شق الله القمر لنبيه و رد الشمس من قبله ليوشع بن نون و أخبر بطول يوم القيامة و أنه كألف سنة مما تعدون.
     (و عن الباقر عليه‏ السلام أن القائم عليه‏ السلام يملك ثلثمائة و تسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم (و عنه عليه‏ السلام) و الله ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاث مائة سنة و ثلاث عشرة سنة و يزداد تسعا قيل له و متى يكون ذلك قال بعد موت القائم قيل و كم يقوم القائم في عالمه حتى يموت قال تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته (و في عدة روايات) عن الصادق عليه‏ السلام ملك القائم منا تسع عشرة سنة و أشهر»و عن« الحسن بن علي عن أبيه عليه‏ السلام يبعث الله رجلا في آخر الزمان »إلى أن قال«يملك ما بين الخافقين أربعين عاما فطوبى لمن أدرك أيامه و سمع كلامه.
    »قال المفيد عليه الرحمة«بعد ذكر رواية السبع سنين التي كل سنة مقدارها عشر سنين التي تقدمت (ما لفظه) و قد روي أن مدة دولة القائم عليه‏ السلام تسع عشرة سنة تطول أيامها و شهورها على ما قدمناه و هذا أمر مغيب عنا و إنما ألقي إلينا منه ما يفعله الله تعالى بشرط يعلمه من المصالح المعلومة جل اسمه فلسنا نقطع على أحد الأمرين و إن كانت الرواية بذكر سبع سنين أظهر و أكثر.
     (و في البحار ) الأخبار المختلفة في أيام ملكه بعضها محمول على جميع مدة ملكه و بعضها على زمان استقرار دولته و بعضها على حساب ما عندنا من الشهور و السنين و بعضها على سنيه و شهوره الطويلة و الله أعلم.
     (و أما ما تكون عليه الأرض و أهلها مدة ملكه)
     (فعن) الصادق عليه‏ السلام أن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها (بنور ربها خ ل) و استغنى العباد عن ضوء الشمس و ذهبت الظلمة و يعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ولد ذكر لا يولد فيهم أنثى و تظهر الأرض من كنوزها حتى يراها الناس على وجهها و يطلب الرجل منكم من يصله بماله و يأخذ منه زكاته فلا يجد أحدا يقبل منه ذلك استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله

و أما سيرته عند قيامه
     فعن الصادق عليه‏ السلام إذا أذن الله له في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه و ناشدهم بالله و دعاهم إلى حقه و أن يسير فيهم بسنة رسول الله صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله و يعمل فيهم بعمله فيبعث الله جبرئيل حتى يأتيه فينزل على الحطيم يقول إلى أي شي‏ء تدعو فيخبره فيقول أنا أول من يبايعك أبسط يدك فيمسح على يده (الحديث)  (و عنه عليه‏ السلام) إذا قام القائم عليه‏ السلام) دعا الناس إلى الإسلام جديدا  (1) أي إلى الإقرار و العمل بما درس من شرائع الإسلام و الله العالم. و هداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور و إنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه و سمي القائم لقيامه بالحق (و عنه عليه‏ السلام) إذا قام القائم عليه‏ السلام هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه و حول المقام إلى الموضع الذي كان فيه  (2) المقام هو الصخرة التي كان يقوم عليها إبراهيم عليه‏ السلام حين بناء الكعبة و عليها أثر قدمه و هي الآن بعيدة عن الكعبة مقابل الركن الذي فيه الحجر الأسود و عليها بناء من خشب و يصلي الناس خلفها و المروي أنها كانت بجنب الكعبة قريب الباب. و قطع أيدي بني شيبة و علقها بالكعبة و كتب عليها هؤلاء سراق الكعبة (و عنه عليه‏ السلام) إذا قام القائم عليه‏ السلام جاء بأمر جديد  (3) و هو الإقرار و العمل بما درس من شرائع الإسلام كما مر. كما دعا رسول الله صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله في بدو الإسلام إلى أمر جديد. و عن الباقر عليه‏ السلام نحوه و زادوا أن الإسلام بدئ غريبا و سيعود غريبا كما بدئ فطوبى للغرباء.
     (و عن الباقر عليه‏ السلام ) إذا خرج يقوم بأمر جديد و كتاب جديد  (4) في تفسيره و بيان أحكامه. و سنة جديدة و قضاء جديد على العرب شديد و ليس شأنه إلا القتل لا يستبقي أحدا و لا تأخذه في الله لومة لائم (و عنه عليه‏ السلام) في حديث لكأني أنظر إليه بين الركن و المقام يبايع له الناس بأمر جديد و كتاب جديد و سلطان جديد من السماء أما أنه لا ترد له راية أبدا حتى يموت (و عنه عليه‏ السلام) في حديث يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و يفتح الله له شرق الأرض و غربها و يقتل الناس حتى لا يبقى إلا دين محمد صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله يسير سيرة داود عليه‏ السلام.
    و فسر في بعض الأخبار الآتية بأنه لا يريد بينة و عن الحسن بن علي عن أبيه عليهم‏ السلام يبعث الله رجلا في آخر الزمان و كلب من الدهر و جهل من الناس يؤيده الله بملائكته و يعصم أنصاره و ينصره باياته و يظهره على الأرض حتى يدينوا طوعا أو كرها يملأ الأرض عدلا و قسطا و نورا و برهانا يدين له عرض البلاد و طولها لا يبقى كافر إلا آمن و لا طالح إلا صلح و تصطلح في ملكه السباع و تخرج الأرض نبتها و تنزل السماء بركتها و تظهر له الكنوز.
     (و عن الصادق عليه‏ السلام ) إذا قام القائم عليه‏ السلام حكم بالعدل و ارتفع في أيامه الجور و أمنت به السبل و أخرجت الأرض بركاتها و رد كل حق إلى أهله و لم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام و يعرفوا بالإيمان أ ما سمعت الله سبحانه يقول و له أسلم من في السماوات و الأرض طوعا و كرها و إليه ترجعون و حكم بين الناس بحكم داود عليه‏ السلام و حكم محمد صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله فحينئذ تظهر الأرض كنوزها و تبدي بركاتها و لا يجد الرجل منكم موضعا لصدقته و لا بره لشمول الغنى جميع المؤمنين.
    و عن الباقر عليه‏ السلام إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيهدم بها أربعة مساجد و لم يبق على وجه الأرض مسجد له شرف إلا هدمها و جعلها جماء و وسع الطريق الأعظم و كسر كل جناح خارج في الطريق و أبطل الكنف و الميازيب إلى الطرقات و لا يترك بدعة إلا أزالها و لا سنة إلا أقامها و يفتح قسطنطينية و الصين و جبال الديلم (الحديث)  (و عنه عليه‏ السلام) القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض و تظهر له الكنوز و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب و يظهر الله عز و جل به دينه و لو كره المشركون فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمر (الحديث)  (و عنه عليه‏ السلام) إذا قام قائم آل محمد صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله حكم بين الناس بحكم داود و لا يحتاج إلى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه و يخبر كل قوم بما استبطنوه و يعرف وليه من عدوه بالتوسم قال الله عز و جل إن في ذلك لآيات للمتوسمين و إنها لبسبيل مقيم.
     (قال المفيد ) و ليس بعد دولة القائم عليه‏ السلام لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك فلم يرد على القطع و الثبات و أكثر الروايات أنه لن يمضي مهدي الأمة إلا قبل القيامة بأربعين يوما يكون فيها الهرج و المرج و علامات خروج الأموات و قيام الساعة للحساب و الجزاء و الله أعلم بما يكون.

في عدد أنصار المهدي عليه‏ السلام و أسماء بلدانهم و كيفية اجتماعهم
     (و المروي) كما مر أن عدة من يخرج معه أولا ثلثمائة و ثلاثة عشر رجلا بعدة أهل بدر يجتمعون من أقاصي الأرض على غير ميعاد لا يعرف بعضهم بعضا (و في رواية) يجمعهم الله بمكة قزعا  (1) القزع محركة قطع السحاب الواحدة بهاء و نسبته إلى الخريف أما لسرعة اجتماعه أو لتجمعه قطعا صغيرة من أماكن شتى كما يؤمي إليه قوله يتبع بعضهم بعضا. كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضا فيهم خمسون من أهل الكوفة (و يروى) أربعة عشر و الباقي من سائر الناس.
     (و روي) أن بينهم خمسين امرأة و هؤلاء هم خواص أصحابه (و روي) أنهم حكام الأرض و عماله عليها و بهم يفتح شرق الأرض و غربها (و روي) أنه يقبل أولا في خمسة و أربعين رجلا من تسعة أحياء من حي رجل و من حي رجلان و هكذا إلى التسعة و لا يزالون كذلك حتى يجتمع العدد (و روي) أن معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و بلدانهم و طبائعهم و حلاهم و كناهم كدادون مجدون في طاعته و ما من بلد إلا و يخرج معه منهم طائفة إلا البصرة فلا يخرج منها معه أحد (و روي) أنه يخرج منها ثلاثة فإذا تم له هذا العدد أظهر أمره ثم يزيدون حتى يبلغوا عشرة آلاف فإذا بلغوا هذا العدد خرج بهم من مكة و يسمى هذا الجيش جيش الغضب.
     (و عن الصادق عليه ‏السلام ) يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبعة و عشرون رجلا خمسة عشر من قوم موسى عليه‏ السلام الذين كانوا يهدون بالحق و به يعدلون و سبعة من أهل الكهف و يوشع بن نون و سليمان {سلمان} و أبو دجانة الأنصاري و المقداد و مالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا و حكاما.
     (و  في غاية المرام ) عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة بإسناده عن مسعدة بن صدقة عن أبي بصير عن الصادق عليه ‏السلام و ذكر حديثا فيه أن أمير المؤمنين عليه ‏السلام كان يعلم أصحاب القائم عليه‏ السلام و عدتهم و يعرفهم بأسمائهم و أسماء آبائهم و قبائلهم و حلائلهم و منازلهم و مراتبهم و كذلك سائر الأئمة عليهم‏ السلام و أنه أملى على الكاتب: هذا ما أملى رسول الله صلى ‏الله‏ عليه ‏و آله‏على أمير المؤمنين عليه‏ السلام و أودعه إياه من تسمية المهدي عليه‏ السلام و عدد من يوافيه من المفقودين عن فرشهم و قبائلهم السائرين في ليلهم و نهارهم إلى مكة عند استماع الصوت و هم النجباء القضاة الحكام على الناس.



 
 


السيرة الذاتية :

  • السيرة الذاتية لسماحة السيد الخوئي
  • صور سماحة السيد الخوئي
  • السيد الخوئي في كلمات العلماء

المؤسسة والمركز :

  • تعريف بمركز الإمام الخوئي في نيويورك
  • تعريف بمؤسسة الإمام الخوئي الخيرية
  • نشاطات المركز
  • إعلانات عن النشاطات والمناسبات

المواضيع والمقالات الدينية :

  • سيرة النبي (ص) وآله (ع)
     جديد القسم :



 تحديث الفيديو : تحديث تنسيق القسم الثالث والأخير من ملفات الفيديو العامة

 تحديث الفيديو : تحديث تنسيق القسم الثاني من ملفات الفيديو العامة

 تحديث الفيديو : تحديث تنسيق القسم الأول من ملفات الفيديو العامة

 تحديث الفيديو : تحديث تنسيق ملفات الفيديو لمقتطفات من حياة الإمام الخوئي قدس سره

 إضافة كتب : إضافة القسم الثامن من الكتب النصيّة في قسم المكتبة

 إضافة كتب : إضافة القسم السابع من الكتب النصيّة في قسم المكتبة

 إضافة كتب : إضافة القسم السادس من الكتب النصيّة في قسم المكتبة

 إضافة كتب : إضافة القسم الخامس من الكتب النصيّة في قسم المكتبة

 إضافة كتب : إضافة القسم الرابع من الكتب النصيّة في قسم المكتبة

 إضافة كتب : إضافة القسم الثالث من الكتب النصيّة في قسم المكتبة

     البحث في القسم :


  

     ملفات عشوائية :



 أقسام مركز الإمام الخوئي في نيويورك

 تحديث تصميم وتنسيق الموقع

 دروس صوتية : إضافة المجموعة الرابعة من الدورة الأصولية لدروس بحث الخارج

 إستكمال النقص في موسوعة معجم رجال الحديث في مكتبة الموقع

 زيارة رئيس وزراء العراق الدكتور نوري المالكي لمركز الإمام الخوئي

 إضافة كتب : إضافة القسم الثاني من الكتب النصيّة في قسم المكتبة

 ملفات جديدة من التراث الشيعي في شهادة السيدة الزهراء عليها السلام

 أوقات مجالس أربعين الإمام الحسين (ع) - ضمن برنامج شهر صفر

 تحديث الموقع : إضافة 50 لطمية للملا باسم الكربلائي

 إضافة كتب : إضافة المجموعة الثانية من موسوعة الإمام الخوئي

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - المؤلفات - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net